سورة يونس
  {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ٧٦} عندما جاءتهم الآيات الواضحة، والدلالات الدالة على صدق نبوة موسى قالوا حينها ليس إلا سحراً وساحراً متمكناً في سحره.
  {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا} استنكر عليهم موسى # التكذيب بما جاء به مع وضوحه ومع معرفتهم للحق الذي جاءهم، وأنه من عند الله تعالى.
  {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ٧٧} وأنتم تعلمون أيضاً أن الساحر إنما يسحر أعين الناس، ثم ينكشف سحره ويظهر بطلانه بعد ذلك، وقد علمتم أن الذي جئتكم به ليس من السحر في شيء.
  {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ٧٨} قال فرعون وملؤه لموسى مستنكرين عليه: قد أتيتنا بسحرك لتخرجنا عن دين آبائنا، وتكون أنت وأخوك المسيطرين على أرض مصر؟ فهيهات أن يكون ذلك أو أن نصدقكما.
  {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ٧٩} أمر فرعون بأن ينادى في جميع أراضي مملكته بأن من كان متمرساً في السحر فليأت لمعارضة موسى وسحره، قال ذلك ليوهم شعب مصر ويلبس عليهم حقيقة الأمر، ولئلا ينكشف لهم أنه النبي الموعود الذي أخبرت به الكهنة، وأن ملك فرعون وهلاكه سيكون على يده، فموه بذلك على أهل مملكته أن الذي مع موسى ليس إلا سحراً، وأما في الحقيقة فقد عرف أن ما جاء به موسى # ليس من السحر في شيء.
  {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ٨٠}(١) عندما اجتمع
(١) سؤال: هل هناك علة في إبهام: {مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ٨٠}؟ فما هي؟
الجواب: العلة في الإبهام هي الاستهانة بما أعدوه من السحر وعدم المبالاة به وبهم، وإظهار الثقة بما عنده من الآية. هذا هو العلة في الإبهام كما يظهر لي، والله أعلم.