محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 184 - الجزء 2

  السحرة والتقوا بموسى في ميدان اجتماعهم وفي يوم عيدهم قال لهم موسى # وهو غير مبالٍ بما جاءوا به من السحر: ألقوا سحركم وابدؤوا أنتم.

  {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ}⁣(⁣١) عندما ألقوا بحبالهم وعصيهم قال لهم موسى: إن هذا الذي ألقيتموه هو السحر في الحقيقة.

  {إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ٨١} سيبطل الله سبحانه وتعالى سحركم هذا؛ لأن عملكم هذا إفساد في الأرض، والله لا يقبل عمل المفسدين.

  {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ٨٢} وسيظهر الله سبحانه وتعالى الحق بقدرته وإرادته، وسيبينه للناس ولو كره فرعون وحزبه، ولا بد أن يظهر الحق، وفعلاً قد ظهر الحق، وآمن السحرة، وخاب فرعون وما دبره وذلك حين ألقى موسى عصاه فانقلبت ثعباناً عظيماً فأخذ يبتلع كل ما ألقوه من السحر حتى قضى عليه فعند ذلك بهت الناس وخرت السحرة على وجوهها ساجدة لرب موسى وهارون وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون.

  {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ⁣(⁣٢) مِنْ قَوْمِهِ} فلم يستجب له أحد إلا القليل من بني إسرائيل.

  {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}⁣(⁣٣) هؤلاء الذين آمنوا بموسى كانوا قلة قليلة من بني إسرائيل، ومع ذلك هم خائفون من فرعون أن يعذبهم بالقتل والصلب.


(١) سؤال: ما إعراب: {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ

الجواب: «ما» اسم موصول مبتدأ، «جئتم به» صلة الموصول، «السحر» خبر المبتدأ.

(٢) سؤال: لماذا أطلق الله تعالى على المؤمنين من قومه «ذرية»؟

الجواب: قد يكون ذلك أن المؤمنين لموسى هم من الشباب آمنوا بموسى دون آبائهم.

(٣) سؤال: ما موضع المصدر: {أَنْ يَفْتِنَهُمْ} الإعرابي؟

الجواب: موضعه الجر بدلاً من «فرعون» بدل اشتمال، أي: على خوف من فتنة فرعون.