سورة يونس
  {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ٨٣} وسبب خوفهم من فرعون: أنه متكبر في الأرض ومتجبر فيها، ومسرف في الدماء والقتل؛ فكان يقتل من غير مبالاة البريء وغيره، وهذا هو معنى الإسراف.
  {وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ٨٤}(١) وتوجه موسى # إلى بني إسرائيل يحثهم على الصبر وقال لهم: اعتمدوا على الله سبحانه وتعالى وتوكلوا عليه، ولا تخافوا من فرعون وبطشه، وسيكفيكم الله سبحانه وتعالى شره وأذاه.
  {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً(٢) لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٨٥ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٨٦} فتوجهت بنو إسرائيل إلى الله بالدعاء بعدما وعظهم موسى وتوكلوا عليه وطلبوه أن يحفظهم من ظلم فرعون وبطشه وأن يجعلهم في منجاة من جبروته وكفره.
(١) سؤال: ما فائدة استخدام موسى # للشرط في قوله: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ} ولم يجعله على القطع؟ وما السر في استخدامه أيضاً في قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ٨٤} بعد قوله: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ}؟
الجواب: الفائدة من الشرط الأول والثاني هو بعث قومه على امتثال ما أمرهم به فالأول من حيث أن الإيمان والتصديق يقتضي المبادرة والاقتناع بالامتثال، والثاني من حيث أن الإسلام أي: الاستسلام لله والانقياد لأمره يقتضي الطاعة، وقد كان المقام يقتضي مثل ذلك الحث وغلق باب الأعذار على من آمن من بني إسرائيل لما عرف من عنادهم في باب الطاعة ولما يحيط بهم من مخاوف آل فرعون.
(٢) سؤال: من فضلكم ما معنى الفتنة في قوله: {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٨٥}؟
الجواب: المعنى: لا تجعلنا موضع فتنة، أي: موضع عذاب، فإنهم إذا عذبوهم افتتنوا، أي: لا تسلطهم علينا فنفتتن.