سورة يونس
  {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ(١) لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ٨٧} أوحى الله سبحانه وتعالى إلى موسى وأخيه هارون بأن يتخذا لمن آمن من بني إسرائيل بيوتاً تكون محل عبادة لهم يعبدون الله سبحانه وتعالى فيها بعيداً عن فرعون وبطشه، وليتخفوا بدينهم في بيوتهم من أعين فرعون وجواسيسه، وأخبرهم أن الله سبحانه وتعالى سيؤيدهم وسينصرهم ويحفظهم ويقهر عدوهم.
  {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} كان موسى # قد استبطأ النصر الذي قد وعده الله سبحانه وتعالى به، ومكث ينتظر نحواً من أربعين سنة وهو يرى فرعون وبطشه وتجبره على بني إسرائيل وقتلهم، فعندها دعا الله سبحانه وتعالى فقال: {رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} آتيتهم يا رب هذه الأموال وهذا التمكن في الأرض فاتخذوها وسيلة(٢) لإضلال الناس والبطش بهم، والتكذيب والتمرد.
  {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} دعا عليهم بهذا الدعاء: وهو ألا تنموا أموالهم ولا تجاراتهم، وأن يسلبهم نفعها، وكان هذا من الله سبحانه وتعالى ابتلاءً واختباراً لموسى ومن معه هل سيصبرون ويثبتون على إيمانهم ويستمسكون بدينهم؟
(١) سؤال: ما إعراب: {أَنْ تَبَوَّآ}؟ وما معنى {قِبْلَةً} ومم أخذ ذلك؟
الجواب: «قبلة» مجاز عن مكان الصلاة أو المصلى أو المسجد والعلاقة الجزئية، و «أن» مفسرة، ولا محل للجملة التي بعدها لأنها تفسيرية.
(٢) سؤال: هل اللام الداخلة على «يضلوا» للعاقبة؟ وما قرائن ذلك؟
الجواب: اللام هي لام العاقبة، ودليل ذلك: ما علم بنصوص القرآن من أن الله تعالى أعطى العباد ما أعطاهم من طيبات المتاع في الدنيا ليشكروه كقوله تعالى: {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٢٦}[الأنفال]، ونحو هذه الآية في القرآن كثير.