سورة يونس
  {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ٨٨}(١) كان موسى # قد غضب من فرعون ومن معه غضباً شديداً فدعا عليهم بأن لا يدخل الإيمان في قلوبهم أبداً ليدخلوا جهنم فيتشفى منهم عند رؤيتهم يتعذبون.
  وفي الحقيقة لم يكن هذا من موسى إلا لأنه كان قد عرف أنهم لن يؤمنوا أبداً؛ إذ قد أطلعه الله سبحانه وتعالى على ذلك، وإلا فإنه لا يجوز لأحد أن يدعو على الكافر بأن يثبته الله سبحانه وتعالى على الكفر.
  {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا}(٢) أخبرهما الله سبحانه وتعالى أنه قد استجاب دعاءهما.
  {فَاسْتَقِيمَا} على ما أنتما عليه من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ونشر دينه.
  {وَلَا تَتَّبِعَانِّ(٣) سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨٩} ولا تميلا إلى فرعون وباطله، واثبتا على ما أنتما عليه.
  {وَجَاوَزْنَا(٤) بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} عندما خرج موسى ببني إسرائيل من مصر هرباً من فرعون وجنوده، وفلق الله سبحانه وتعالى لموسى البحر.
(١) سؤال: فضلاً ما معنى: {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}؟ وإعراب: {فَلَا يُؤْمِنُوا} تفصيلاً؟
الجواب: المعنى: اربط على قلوبهم حتى لا يخرج منها شيء ولا يدخلها شيء. والفاء سببية رابطة، ولا نافية، ويؤمنوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة بالطلب.
(٢) سؤال: يقال: كيف نسب الدعوة إليهما ولم يدع إلا موسى @؟
الجواب: قيل: إن موسى كان يدعو وهارون يؤمِّن على دعائه.
(٣) سؤال: لماذا كسرت نون {تَتَّبِعَانِّ} مع أنها نون توكيد؟
الجواب: كسرت لوقوعها بعد ألف الاثنين لمشابهتها لنون المثنى.
(٤) سؤال: لماذا أسند الله المجاوزة إلى نفسه؟ وما معناها؟
الجواب: أسندها إلى نفسه لأنه الذي أمر وفتح الطريق، ومعنى: «جاوز بهم» عبَر بهم وسار بهم.