{فَأَتْبَعَهُمْ⁣^(⁣١) فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا} لحق بهم فرعون بجنوده ودخل بهم فرعون من وسط البحر من حيث مر موسى وقومه فلما توسط فرعون وجنوده البحر أطبقه الله عليهم.

  {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ⁣^(⁣٢) الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ⁣^(⁣٣) بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٩٠} عندما شاهد فرعون الموت وأيقن بالهلاك عند ذلك آمن بالله سبحانه وتعالى.

  {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ٩١} أتؤمن يا فرعون الآن وقد فات وقت الإيمان، إنه لا يقبل منك اليوم، وقد عصيت ربك قبل هذا اليوم وكنت من المفسدين في الأرض.

  {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه سيحفظ جثة فرعون، ويخرجها من البحر ليراها جميع الناس؛ لأن الناس كانوا مستبعدين لهلاكه لظنهم

(١) سؤال: ما العلة في استخدام الفعل: «أتبعهم» مكان «تبعهم»؟

الجواب: «أتبعهم» بمعنى لحقهم، يقال: تبعته حتى أتبعته، أفاد ذلك في الكشاف.

سؤال: فضلاً ما إعراب كل من: {بَغْيًا وَعَدْوًا} و {حَتَّى}؟

الجواب: يعرب «بغياً» مفعول من أجله وهذا وجه من ثلاثة وجوه، و «عدواً» معطوف عليه، و «حتى» ابتدائية، ومعناها الغاية.

(٢) سؤال: ما معنى إدراك الغرق لفرعون؟

الجواب: المعنى: أحاط به الماء وغمره.

(٣) سؤال: هل في وضع قوله: {إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} مكان: «إلا الله» سر وحكمة فما هي؟

الجواب: نعم في ذلك سر وحكمة هي: أن المشركين في ذلك الزمان كان لهم آلهة متعددة سموها بأسماء الله أو ببعض أسماء الله، فأراد فرعون أن يدل على إيمانه دلالة لا تقبل الاحتمال فكانت: {إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ ....} هي العبارة والدلالة التي لا تقبل الاحتمال.