محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 189 - الجزء 2

  أنه إله، وأنه يستحيل عليه الهلاك.

  {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} ليعتبروا بك، ويعرف الناس أنك لست بإله، وليعرفوا أن موسى هو النبي الذي وعدوا به؛ لأنه كان قد ذاع فيما بينهم أن الله سبحانه وتعالى سيبعث نبياً يكون هلاك فرعون على يديه، فإذا رأوا ذلك عرفوا صدق نبوته وأنه نبي من عند الله.

  {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ٩٢} فأكثر الناس في غفلة عن آيات الله سبحانه وتعالى التي يأتيهم بها، وجثة فرعون هذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى فلم يعتبروا بها ولم يتعظوا.

  {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}⁣(⁣١) أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه قد هيأ لبني إسرائيل مكاناً صالحاً للاستيطان وذلك في بلاد الشام، وأنه قد بسط عليهم الرزق.

  {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ}⁣(⁣٢) وكانوا جميعاً يداً واحدة وكلمة واحدة فلما أن أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم الرسل بدأوا يختلفون حينئذ فمنهم من يؤمن، ومنهم من يكفر مع أنه كان من المفترض أن يكونوا على العكس من ذلك،


(١) سؤال: هل المراد بهذه الآية ذكر حالتهم بعد الانتقام من فرعون؟ أم أنها حكاية لحالهم السابق؟

الجواب: المراد بالآية ذكر حالتهم التي صاروا إليها بعد الانتقام من فرعون، وبعد خروجهم من مصر إلى الشام، أما حالهم في مصر فقد كانوا مقهورين مستضعفين: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ}⁣[القصص: ٥].

(٢) سؤال: ما معنى «حتى» في قوله: {حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ}؟ ولماذا سمى ما جاءت به الأنبياء علماً؟

الجواب: معنى «حتى» الغاية أي: أن اجتماعهم وعدم اختلافهم مستمر إلى أن جاءهم العلم على ألسنة رسلهم. وسمى الله تعالى ما جاءت به الأنبياء علماً لينوه بشرف العلم وعظيم مكانته.