محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 203 - الجزء 2

  وأيقنوا بإثابته لهم على الصبر عليه، وكانوا راضين بذلك مطمئنة قلوبهم بما أعطاهم وقسم لهم.

  {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ⁣(⁣١) صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا⁣(⁣٢) لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ١٢} عندما اتهم المشركون محمداً بالكذب ورفضوا تصديقه وقالوا له: لو كنت نبياً من عند الله حقاً كما تزعم لكان معك كنز من الذهب والفضة، أو لرأينا معك ملكاً من الملائكة يشهد بصدقك؛ عندها ضاق النبي ÷ بهم ذرعاً واستاء من قولهم هذا، فأراد الله تعالى أن يشد من عزيمة النبي ÷ فقال له إنه لا ينبغي أن تهتم لقولهم، ولا أن تضعف عزيمتك بسببه ولا أن يكون سبباً لضيق صدرك، ولا مبرراً لأن تترك تبليغ ما أمرك الله بتبليغه.

  وحثه الله سبحانه وتعالى على مواصلة تبليغهم الحجة وإنذارهم، وأخبره أن هذا هو الذي يلزمه فعله، وأنه سبحانه مطلع على أعمالهم، وهو الذي سيحاسبهم ويجازيهم.

  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} عندما قرأ النبي ÷ على المشركين القرآن وسمعوه قالوا حينئذ: ليس إلا كلاماً مفترى من عند نفسه، وليس من كلام الله.


(١) سؤال: إلام يعود الضمير في «به»؟

الجواب: يعود إلى المصدر المؤول من: {أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا ...} وصح عوده عليه مع تأخره لأنه في نية التقديم من حيث أنه متعلق بقوله: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} أي: مخافة أن يقولوا ...

(٢) سؤال: ما إعراب المصدر: {أَنْ يَقُولُوا}؟ وكيف معناه حسب ذلك؟

الجواب: يعرب المصدر مفعولاً من أجله أي: مخافة أن يقولوا ... فهو في محل نصب بنزع الخافض أو في محل جر بالإضافة.