سورة هود
  {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ(١) وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٣} إذا كانوا يزعمون أنه كلام مفترى فقل لهم يا محمد بأن يأتوا بعشر سور من مثل بلاغته وفصاحته يفترونها من عند أنفسهم أيضاً إن كانوا صادقين في دعواهم أنك افتريته.
  {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}(٢) ولم يستطيعوا أن يأتوا بعشر سور {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ(٣) اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٤} فتيقنوا أنه كلام الله أنزله بعلمه، وليس من كلام البشر.
  {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥} أخبر الله سبحانه وتعالى أن من أراد الدنيا ولذاتها وشهواتها فسيمتعه الله فيها وينعم عليه، ولن ينقص عليه من دنياه شيئاً؛ لأن أمور الدنيا مبنية على الأسباب فمن تسبب وتكسب فسيحصل عليها(٤).
(١) سؤال: ما إعراب: {مُفْتَرَيَاتٍ}؟
الجواب: صفة مجرورة لـ {عَشْرِ سُوَرٍ}.
(٢) سؤال: هل لتغيير الضمير من المفرد «قل» إلى الجمع «لكم» سر ونكتة فما هي؟
الجواب: أمر النبي ÷ بكيفية الاستدلال وإقامة الحجة على أن القرآن منزل من عند الله وأنه حق لا ريب فيه ليقرر في قلوب المؤمنين وغيرهم صدقه وأحقيته فالاستدلال من النبي ÷ والنتيجة هي للمؤمنين وغيرهم، لذلك قال الله تعالى: {فَاعْلَمُوا} فهذا هو السر والحكمة في تغيير الضمير من المفرد إلى الجمع، والله أعلم.
(٣) سؤال: ما معنى الباء في: {بِعِلْمِ اللَّهِ}؟
الجواب: الباء للملابسة أي: أنزله متلبساً بعلم الله ومصاحباً له.
(٤) سؤال: يقال: ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة (٦٩) عن الكفار والمنافقين أنها حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، فكيف يجمع بينهما؟
الجواب: يمتع الله تعالى المجرمين في الدنيا ويمدهم بالمال والبنين والسلامة وأسباب النعيم: =