محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 206 - الجزء 2

  ذلك على حسن هذه الصفة وكرم أهلها، فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه سيحبط ثواب أعمال البر التي عملوها في الدنيا.

  {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} هل يستوي من كان على بينة من ربه وحجة واضحة في دينه، هو وذلك الكافر الذي لا يتبع في دينه إلا هوى نفسه وشهواته؟

  يستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم لماذا لا ينظرون بعقولهم ويتفكرون فيما جاءهم به نبيهم ÷ مع أنه قد جاءهم بحجة واضحة تدل على صدقه، وأنه من عند الله سبحانه وتعالى، بينما أولئك ليسوا على بينة ولا حجة في عبادتهم للأصنام؛ فإن هم تفكروا في ذلك ونظروا عرفوا، فلماذا لا يتبعونه وقد عرفوا ذلك

  {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} روي أن هذا الشاهد هو أمير المؤمنين⁣(⁣١) علي #، وأنه الذي سيخلف النبي ÷، ويقوم مقامه، وكان مع النبي ÷ مرافقاً له، لا يفارقه من بداية دعوته، وما حدث به النبي ÷ بحديث أو تكلم بكلام إلا وحفظه عنه ووعاه في صدره، وهو باب مدينته وخازن علمه ومستودع أمانته وقرينه، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من يومنا هذا إلى يوم الدين.


= الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويشترط لذلك أن لا يؤدي إلى حصول مفسدة راجحة أو مساوية، ومن جملة المفاسد حصول التغرير على بعض المسلمين. ومن هذا الباب ما روي في كتب السير أن رسول الله ÷ تعاهد مع يهود المدينة، وذكر فيه التعاون بين المسلمين واليهود، والكتاب الذي كتبه الرسول ÷ في هذا الباب رواه ابن إسحاق.

(١) سؤال: يقال: فما معنى كونه منه؟ وكيف نرد على من قال الشاهد هو جبريل أو النبي ÷؟

الجواب: معنى كونه منه هو أن علياً (الشاهد) متفرع من نسب النبي ÷ ومن معدنه ومن لحمته. والرد على من قال: إن الشاهد هو النبي ÷ أو جبريل يكون بذكر الآثار المروية في تفسير هذه الآية، وبأن أهل البيت $ فسروا الشاهد بعلي #، وهم قرناء القرآن وتراجمته، المشهود لهم بذلك في حديث الثقلين وغيره.