سورة هود
  {أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ} يعرضون للحساب يوم القيامة.
  {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} وهم الأنبياء؛ لأنهم الذين سيشهدون يوم القيامة على المكذبين من أممهم.
  {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ١٨}(١) والظالمون هم هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، واللعنة هي أن يطردهم إلى جهنم، ويحبسهم فيها خالدين أبداً، ومحل لعنته هو جهنم.
  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى من هم الظالمون أيضاً؛ لأن الظالم يندرج تحته معان كثيرة فقال:
  {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يمنعون الناس ويحذرونهم من الذهاب للاستماع للنبي ÷ والأخذ عنه، ويلحق بهم كل من صد عن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أو عن ذكره.
  {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} يريدون أن يكون الناس في طريق الضلال والغي والجهل.
  {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ١٩} لا يصدقون بالبعث والحساب والجزاء.
  {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله سبحانه وتعالى، ويكفرون بالآخرة - أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم لن يعجزوه، وأن إمهالهم في الدنيا ليس لعجزه عنهم فهو قادر على أخذهم متى أراد؛ لأنهم تحت قبضته وقدرته.
  {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ} كانوا يقولون: إن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى ستنفعهم وتنصرهم، فأخبرهم الله سبحانه
(١) سؤال: يقال: ما السر والحكمة في الاستفتاح بـ «إلا»؟
الجواب: السر والحكمة لتلك الأداة «ألا» هي تنبيه المخاطب إلى أهمية الخبر الذي يعقبها، أي أنها أداة لاستفتاح ذهن المخاطب ليعي الخطاب ويصغي إليه.