سورة هود
  جزاءً على أعمالهم فقال: الذين آمنوا وصدقوا بالله سبحانه وتعالى، وعملوا مع ذلك الأعمال الصالحة، وتواضعوا لأوامر الله سبحانه وتعالى، واستسلموا له وقالوا سمعنا وأطعنا هم أصحاب الجنة خالدين فيها أبداً، والمتكبر في الحقيقة هو الذي لا يمتثل ما أمره الله سبحانه وتعالى به ويجعل أوامره وراء ظهره ويفعل المعاصي من دون مبالاة فهذا هو المتكبر ولو كان يمشي حافياً أو على وجهه من شدة التواضع.
  {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ} يمثل الله سبحانه وتعالى لنا حال الذين آمنوا بالنبي ÷، وحال الذين كفروا وكذبوا به.
  {كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ} فالمشرك كالأعمى والأصم، والمؤمن كالبصير والسميع.
  {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٤}(١) فلا يستوي الأعمى والبصير، فالمؤمن كالبصير الذي اهتدى إلى طريق الصواب وسار فيه، والكافر كالأعمى الذي لا يهتدي إلى طريق، وإنما يخبط خبط عشواء لا يبصر شيئاً فيسير في غير طريق.
  {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} كما أرسلناك يا محمد إلى قريش، وإلى جميع الناس.
  {إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٢٥}(٢) يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه أرسل نوحاً لينذر قومه ويحذرهم.
  {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}(٣) يأمرهم نبي الله نوح بعبادة الله وحده، ويترك عبادة الأصنام.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب قوله: {مَثَلًا}؟
الجواب: «مثلاً» تمييز منصوب محول عن الفاعل أي: هل يستوي مثلهم.
(٢) سؤال: من فضلكم ما محل جملة: {إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ ...}؟
الجواب: محل الجملة النصب على أنها مقول لقول محذوف.
(٣) سؤال: لو تكرمتم بإعراب: {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}؟
الجواب: «أن» تفسيرية، والجملة التي بعدها لا محل لها من الإعراب لأنها مفسرة.