سورة هود
  وتعالى واستوجبتم سخطه وحان وقت تعذيبكم، فلن ينفعكم الإيمان حينئذ.
  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا ÷ عن حال المشركين، وأنهم يزعمون أنه كاذب فيما جاءهم به، وأن القرآن ليس من عند الله سبحانه وتعالى.
  {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ٣٥} إن كنت قد افتريته على الله فأنا سأتحمل وزر ذلك، ولن تتحملوا عني شيئاً، ولكن اعلموا أنكم سوف تتحملون ذنب شرككم وتكذيبكم، وأنا بريء منه.
  {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} أخبر الله سبحانه وتعالى نوحاً # أنه لن يؤمن غير من قد آمن ليقطع طمعه في إيمان قومه.
  {فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٣٦} فلا تحزن على أعمالهم وشركهم وتكذيبهم، وعلى ما سيلحقهم بسبب ذلك من العذاب.
  {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا}(١) بعد هذه المدة - مدة دعائه لقومه - أمره الله سبحانه وتعالى بأن يصنع سفينة له ولمن آمن معه، وطمأنه الله سبحانه وتعالى بأنه تحت عنايته وحفظه، وأنهم لن يستطيعوا أن يضروه بشيء فهو معه.
= لا ينفع إلا المتواضعين دون المتكبرين الذين حال كبرهم بينهم وبين قبول النصيحة، وحجز ضلالهم وفسادهم دون قبولها، فمن هنا اقتضت سنة الله وعادته أن النصيحة لا تنفع إلا من كان على استعداد لقبولها دون من لم يكن له استعداد لقبولها كالمتكبرين وأهل الضلال والفساد الذين حال ضلالهم وكبرهم وفسادهم دون قبول النصح، ومثل هذه الآية قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ٢٢ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ٢٣}[الأنفال].
(١) سؤال: ما معنى الباء في قوله: {بِأَعْيُنِنَا}؟ وكيف يكون النظم تبعاً لذلك المعنى؟
الجواب: الباء للملابسة أي: متلبساً بأعيننا أي: محفوظاً بحراستنا ورعايتنا.