محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 217 - الجزء 2

  عذاب الله بقومه هو فوران الماء من التنور.

  {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ⁣(⁣١) وَأَهْلَكَ} فإذا فار التنور فاركب أنت ومن آمن معك في السفينة، واحمل أيضاً معك زوجين من كل حيوان من حيوانات الأرض ذكراً وأنثى.

  {إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} إلا من قد استحق منهم عذاب الله سبحانه وتعالى، وهم زوجته وأحد أولاده فهذان اللذان لم يؤمنا من أهله فلا يحملهما.

  {وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠} أمره الله سبحانه وتعالى أن يحمل فيها من آمن معه، ثم أخبر أنه لم يؤمن به إلا قلة قليلة.

  {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا⁣(⁣٢) إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ٤١} أمرهم الله سبحانه وتعالى أن يستعينوا به عند ركوبهم، وأن يتوكلوا عليه، وأن يسموا الله سبحانه وتعالى عند ذلك، وأنها تجري بأمره وتحت حراسته وحفظه.

  {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ}⁣(⁣٣) نبعت الأرض بالماء والسماء بالمطر؛ فامتلأت الأرض، وتكاثر فيها الماء حتى غطى الجبال، والسفينة تجري بهم فيه.


(١) سؤال: ما إعراب: {اثْنَيْنِ}؟ وما فائدته بعد قوله: {زَوْجَيْنِ

الجواب: تعرب «اثنين» على قراءة تنوين {كُلٍّ}: صفة مؤكدة مثل: {لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ}⁣[النحل: ٥١]، وعلى قراءة إضافة «كل» إلى زوجين: مفعول به لـ {احْمِلْ}، وفائدة المجيء باثنين على القراءة الأولى هي التوكيد.

(٢) سؤال: ما إعراب {مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}؟ ومن أي أنواع الاسم هما؟

الجواب: يعرب {مَجْرَاهَا ...} مبتدأ، {وَمُرْسَاهَا} معطوف عليه، والخبر: {بِسْمِ اللَّهِ}، و «مجراها ومرساها» مصدران ميميان. وما ذكرناه أحسن ما قيل فيهما في رأيي، والله أعلم.

(٣) سؤال: علام عطفت هذه الجملة؟ ولماذا استخدم فيها الفعل المضارع؟

الجواب: الواو للحال وليست عاطفة، وصاحب الحال محذوف، والتقدير: فركبوا فيها والحال أنها تجري بهم. وعبر بالمضارع لإحضاره الصورة في ذهن السامع وتصويرها أمامه كأنه يراها.