سورة هود
  {وَيَسْتَخْلِفُ(١) رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ} إن لم تقبلوا فسيعذبكم الله سبحانه وتعالى ويستأصلكم عن بكرة أبيكم، ويجعل مكانكم قوماً غيركم.
  {وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ٥٧} فلن تضروا بكفركم إلا أنفسكم، فالله سبحانه وتعالى مستول ومسيطر على كل شيء، وكلكم تحت قدرته وقبضته، وسيحاسبكم على أعمالكم، ويجازيكم عليها وهو الغني الذي لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه.
  {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} ولما حصل وقت تعذيبهم، ونزول العذاب بهم.
  {نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ٥٨} لما أنزل الله تعالى عذابه بالمجرمين المكذبين نجى تعالى نبيه هوداً والذين آمنوا معه وأدخلهم الله سبحانه وتعالى في رحمته وحفظهم، بالرغم من كونهم بين أولئك الذين عذبهم.
  هذا، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى الآيات والمعجزات التي أنزلها على هود، ولم يقصها علينا في القرآن بخلاف غيره من الأنبياء.
  والعذاب الغليظ هو الريح سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حتى أبادتهم.
  {وَتِلْكَ(٢) عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ} أخبر الله سبحانه وتعالى محمداً ÷ بأن هذه قصة عاد عندما كفروا بربهم وعصوا نبيه، والجحود: هو الكفر بألسنتهم مع معرفتهم بقلوبهم أنه صادق.
  {وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ٥٩} عصوا أنبياء الله سبحانه وتعالى، وأطاعوا رؤساءهم وكبراءهم وأشراف قومهم.
(١) سؤال: يقال: ما السر في عدم جزم المضارع مع أنه في جواب الشرط؟
الجواب: ليست الجملة معطوفة على جواب الشرط وإنما هي جملة مستأنفة.
(٢) سؤال: هل يصح أن تحمل الإشارة إلى القبيلة نفسها لا إلى القصة أم لا؟
الجواب: الإشارة هي إلى القبيلة حقاً، ولكن باعتبار قصتها الوخيمة وما حصل لها من العذاب بسبب الكفر والتكذيب.