سورة هود
  {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}(١) ولعنته في الدنيا هي إنزال العذاب عليهم، وقد عذب الله سبحانه وتعالى قوم هود في الدنيا والآخرة.
  {أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ} أخبر الله سبحانه وتعالى بالسبب الذي استحقوا به عذاب الاستئصال وذلك هو كفرهم بربهم وتكذيبهم لنبيهم.
  {أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ٦٠} أخبر بالهلاك والبعد لهم، وقد تكون على سبيل الدعوة عليهم.
  {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً ÷ بأنه قد أرسل إلى قبيلة ثمود نبياً منهم واسمه صالح.
  {قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(٢) أرسله الله سبحانه وتعالى إليهم ليأمرهم بعبادته وحده، وترك عبادة الأصنام؛ لأنه الإله الحق الذي يستحق العبادة.
  {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} يذكِّرُهم نبي الله صالح # بالدليل على أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الحق وأنه الذي يستحق العبادة وحده، وهو أنه الذي خلقهم من طين(٣)، وابتدأ إنشاءهم من العدم.
  {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} وهو الذي سخر لكم الأرض وهيأها لكم لتعمروها وتسكنوا عليها، وتعيشوا على ظهرها.
(١) سؤال: هل المراد أن اللعنة كانت تابعة لشيء فما هو؟ أم أن للإتباع معنى آخر فما هو؟
الجواب: المراد أن عاداً تقدموا بالكفر والتكذيب والتمرد المدلول عليه بقوله تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ٥٩}.
(٢) سؤال: يقال: ما الوجه في رفع كلمة: {غَيْرُهُ}؟
الجواب: الوجه أنها رفعت على البدلية من محل المجرور.
(٣) سؤال: هل المراد بخلقهم من الطين ابتداء خلق أبيهم آدم أم أنه يشمل المخاطبين أنفسهم؟
الجواب: المراد ابتداء خلق أبيهم آدم # من الطين، أما ذرية آدم فمن نطفة من ماء مهين، ولكن لما كان أبو البشر مخلوقاً من الطين صح أن يخاطبوا جميعاً بأنهم خلقوا من طين.