محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 226 - الجزء 2

  {فَاسْتَغْفِرُوهُ⁣(⁣١) ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} فاتركوا عبادة الأصنام، وارجعوا إليه، واطلبوا منه المغفرة والرحمة على ما سلف منكم.

  {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ٦١} إذا طلبتم منه المعفرة فهو قريب ممن ناداه ومستجيب لمن دعاه.

  {قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} يخاطبونه بأنهم كانوا يؤملون فيه الصلاح والخير حتى رأوا منه ما رأوا من ادِّعاء النبوة فخابت آمالهم فيه، وذلك أنهم كانوا قبل ذلك يرون فيه الصدق والوفاء والأمانة حتى حصل ما حصل من ادعائه النبوة، ودعوته لهم إلى عبادة الله وحده فتغيرت نظرتهم نحوه، وصار من المفسدين في زعمهم.

  {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ⁣(⁣٢) مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} استنكروا عليه كيف ينهاهم عن عبادة الأصنام التي هي دين آبائهم وأجدادهم.

  {وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ٦٢}⁣(⁣٣) ونحن في شك من دعوتك، ومرتابون في صدقها، يزين لهم الشيطان ذلك، وأنهم على الصواب، وأن صالحاً على الباطل.

  {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ} أخبروني يا قومي كيف يكون حالي إذا كنت على بينة فيما


(١) سؤال: فضلاً ما معنى الفاء في قوله: {فَاسْتَغْفِرُوهُ

الجواب: الفاء هي الفصيحة.

(٢) سؤال: فضلاً ما محل المصدر: {أَنْ نَعْبُدَ} الإعرابي؟

الجواب: موضعه الجر بحرف جر مقدر، أو النصب بنزع الخافض.

(٣) سؤال: هل قوله: {مُرِيبٍ ٦٢} صفة لـ {شَكٍّ}؟ وكيف يكون المعنى عليه؟

الجواب: «مريب» صفة لـ «شك»، والمعنى: إنا لفي شك لا ندري ولا نعرف ما تقول، فإنه موجب - أي: الشك - للريب وسوء الظن وقلق النفس.