سورة هود
  {فَعَقَرُوهَا} فتمردوا على الله وعصوا نبيهم # فقتلوها.
  {فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ٦٥} أخبرهم نبيهم صالح # أنه لم يبق لهم إلا ثلاثة أيام يعيشون فيها على الدنيا ثم ينزل عليهم عذاب الله سبحانه وتعالى جزاءً على عصيانهم وتمردهم، وأخبرهم أن هذا وعد من الله سبحانه وتعالى، ولا بد أن يقع.
  {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ(١) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ٦٦} ثم إن الله سبحانه وتعالى أنزل بهم عذابه كما وعدهم، ونجى صالحاً ومن آمن معه، وقد عذبهم الله سبحانه وتعالى بالصاعقة(٢) نزلت عليهم من السماء فصعقتهم جميعاً، وكان صالح بينهم، ولكن الله نجاه وحفظه هو ومن آمن معه.
  {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ٦٧} فما أصبح الصباح إلا وهم جاثمون على وجوههم أمواتاً.
(١) سؤال: هل المراد باليوم من قوله: {يَوْمِئِذٍ} يوم نزول العذاب بقومه، فما فائدة دخول الواو في قوله: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} أم المراد به يوم القيامة، وضحوا ذلك حفظكم الله؟
الجواب: المراد بـ «يومئد» يوم نزول العذاب، والمعنى: أن الله تعالى جعل صالحاً وأتباعه يوم نزول العذاب في منجاة أي: في مكان نجاة لا يلحقهم فيه العذاب، وجعلهم في منجاة نعمة من الله عليهم، وسلامتهم من العذاب نعمة أخرى، فيتوجه عليهم شكر النعمتين، الشكر على أن يسر الله تعالى لهم مكاناً آمناً، والشكر على سلامتهم من الخزي اللاحق بقومهم.
(٢) سؤال: هل المراد بالصاعقة الصواعق المعروفة عند نزول المطر؟ أم أنها صوت فقط كما هو ظاهر الصيحة؟
الجواب: المراد أن الله تعالى أهلكهم بصوت عظيم لم تتحمله قواهم البدنية لشدته وقوته، وقد سماه الله تعالى هنا صيحة، وسماه في «فصلت» صاعقة: {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}، وهكذا في سورة الذاريات؟ {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ٤٤}.