محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 229 - الجزء 2

  {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا}⁣(⁣١) أصبحت بلادهم بعدما أخذتهم الصيحة خالية من السكان بعد أن كانت مأهولة بقوم صالح #.

  {أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ٦٨} أخبر الله سبحانه وتعالى بالسبب في نزول عذابه وسخطه بهم، وذلك هو كفرهم بربهم وعصيانهم وتكذيبهم لنبيهم صالح # فأبعدهم الله وأزهق أرواحهم بعذابه.

  {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} ثم انتقل الله سبحانه وتعالى إلى حكاية قصة إبراهيم لنبيه محمد ÷، أخبره الله سبحانه وتعالى بأنه قد أرسل إلى نبيه إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الملائكة يبشرونه بمولود سيولد له يكون نبياً.

  {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}⁣(⁣٢) دخلوا عليه فسلموا فرد $.

  {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ⁣(⁣٣) بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ٦٩}⁣(⁣٤) خرج من عندهم ولم يلبثوا إلا


(١) سؤال: لو تكرمتم بإعراب: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} وقوله: {أَلَا بُعْدًا

الجواب: «كأن» مخففة من الثقيلة يجوز إهمالها وإعمالها، واسمها ضمير الشأن، وجملة: {لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} خبرها. {أَلَا بُعْدًا} ألا: أداة استفتاح وتنبيه، و «بعداً» مصدر منصوب بفعل محذوف أي: بعدوا بعداً.

(٢) سؤال: من فضلكم أخبرونا أي التسليمين أبلغ ولماذا؟

الجواب: تسليم إبراهيم # أبلغ من تسليم الملائكة $، وذلك لأن تسليم الملائكة كان بالجملة الفعلية، وتسليم إبراهيم كان بالجملة الاسمية، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والدوام بخلاف الفعلية، والتقدير: قالوا نسلم سلاماً، قال: سلام عليكم.

(٣) سؤال: فضلاً ما محل: {أَنْ جَاءَ ...} الإعرابي؟

الجواب: محله الجر بـ «في» محذوفة، أو النصب بنزع الخافض.

(٤) سؤال: هل لاختيار إبراهيم # للعجل دون غيره من الأنعام سر وحكمة، فما هي؟

الجواب: لعل اختياره # للعجل لكونه أكثر لحماً من الكبش أو التيس، ولحم الذكر أحسن من لحم الأنثى.