محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 232 - الجزء 2

  وسمي الحميد⁣(⁣١) لأنه ينعم على الناس نعماً يستحق أن يحمد عليها، والمجيد المراد به أنه ذو رفعة وعلو.

  {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى} لما زال عنه الخوف من الرسل الذين أقبلوا عليه، وبعد أن بشروه.

  {يُجَادِلُنَا⁣(⁣٢) فِي قَوْمِ لُوطٍ ٧٤} بعد ذلك وبعد أن اطمأن أقبل إلى الملائكة يحاورهم في شأن قوم لوط، ويراجعهم في أن يمهلوهم لعلهم يهتدون، ويرجعوا إلى صوابهم ورشدهم.

  {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ٧٥} لأنه كان من أهل الأناءة والتروي وعدم استعجال الأمور، والأواه هو كثير التأوه من خشية الله سبحانه وتعالى، والمنيب الراجع إلى الله سبحانه وتعالى.

  {يَاإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} لا تراجعنا في شأن قوم لوط.

  {إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ٧٦}⁣(⁣٣) فقد أراد الله


(١) سؤال: يقال: هل تقصدون أن {حَمِيدٌ مَجِيدٌ ٧٣} فعيل بمعنى مفعول؟

الجواب: هما صفتان مشبهتان دالتان على الثبوت بمعنى مفعول.

(٢) سؤال: هل لمجيء جواب «لما» بالمضارع {يُجَادِلُنَا} حكمة؟ أم لا؟ مع أن المعتاد فيه أن يجيء بالفعل الماضي؟

الجواب: التقدير: أقبل يجادلنا، فجملة «يجادلنا» في موضع نصب على الحالية.

(٣) سؤال: يقال: هل في هذه الآية: {قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} وفي قول صالح: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}⁣[هود: ٦٥]، دليل على تَقَدُّم إرادة الله تعالى لتعذيبهم على مراده وهو تعذيبهم فتكون دليلاً لمن قال: إن الإرادة هي علمه باشتمال الفعل على الحكمة والمصلحة؟

الجواب: نعم في ذلك دليل واضح على تقدم إرادة الله وقضائه بتعذيبهم، هذا والقول بأن إرادة الله تعالى هي علمه بما تقضي به الحكمة والمصلحة من تدبير شؤون مخلوقاته من الإحياء والإماتة والإنعام والابتلاء و ... إلخ هو قول صحيح راجح لا يلزم منه نقص في عظمة الخالق وكماله =