محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 233 - الجزء 2

  سبحانه وتعالى تعذيبهم، ولا راد لأمره وقضائه.

  {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا} بعد أن خرجت الملائكة من عند إبراهيم توجهت نحو قرى قوم لوط، ودخلت على لوط في هيئة الضيوف.

  {سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ⁣(⁣١) بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ٧٧} استاء من مجيئهم، وخاف عليهم من قومه أن يعلموا بهم فيأتوا مريدين للفاحشة بهم؛ لأن هذا كان طبعهم فيمن أقبل إليهم.

  {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ}⁣(⁣٢) وفعلاً فعندما عرفوا بأمر الوافدين على نبي الله لوط # - أقبلوا نحوه جرياً من شدة الفرح مريدين للفاحشة.

  ومعنى يهرعون: يسرعون في الجري، يسقطون ويقومون من شدة الجري.

  {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} وكانوا على الفاحشة من قبل مجيئهم يعملونها فيما بينهم، ولا ينفكون عنها.

  {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}⁣(⁣٣) وقف في وجوههم محاولاً


= وجلاله، وعلم الله تعالى ذاتي ليس بمكتسب ولا بآلة، فهو جل وعلا عالم في الأزل، وعلمه ذاته، فلا اعتراض على من يقول: إن إرادة الله تعالى قديمة بهذا المعنى الذي ذكرناه.

(١) سؤال: هل قولهم: «ضاق به ذرعاً» كناية عن ضعف القوة والطاقة أم عن الضجر والقلق؟ وما أصل هذا التعبير؟

الجواب: هو عبارة عن ضعف القوة والطاقة، وقالوا: إن أصل ذلك البعير إذا حملوه أكثر من طاقته تقاصر ذرعه أي صغرت خطوته وضاقت فاستعملوا ذلك في ضيق الوسع والطاقة.

(٢) سؤال: هل لاستخدام {يُهْرَعُونَ} مغير صيغة نكتة فما هي؟

الجواب: لذلك نكتة هي أن شيئاً دفعهم إلى لوط # وحملهم على الإسراع إليه، وذلك هو خبثهم وولعهم بالفواحش التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين.

(٣) سؤال: فضلاً ما موضع جملة: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} الإعرابي؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً، أي: واقعة في جواب سؤال مقدر.