سورة هود
  سبحانه وتعالى تعذيبهم، ولا راد لأمره وقضائه.
  {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا} بعد أن خرجت الملائكة من عند إبراهيم توجهت نحو قرى قوم لوط، ودخلت على لوط في هيئة الضيوف.
  {سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ(١) بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ٧٧} استاء من مجيئهم، وخاف عليهم من قومه أن يعلموا بهم فيأتوا مريدين للفاحشة بهم؛ لأن هذا كان طبعهم فيمن أقبل إليهم.
  {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ}(٢) وفعلاً فعندما عرفوا بأمر الوافدين على نبي الله لوط # - أقبلوا نحوه جرياً من شدة الفرح مريدين للفاحشة.
  ومعنى يهرعون: يسرعون في الجري، يسقطون ويقومون من شدة الجري.
  {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} وكانوا على الفاحشة من قبل مجيئهم يعملونها فيما بينهم، ولا ينفكون عنها.
  {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}(٣) وقف في وجوههم محاولاً
= وجلاله، وعلم الله تعالى ذاتي ليس بمكتسب ولا بآلة، فهو جل وعلا عالم في الأزل، وعلمه ذاته، فلا اعتراض على من يقول: إن إرادة الله تعالى قديمة بهذا المعنى الذي ذكرناه.
(١) سؤال: هل قولهم: «ضاق به ذرعاً» كناية عن ضعف القوة والطاقة أم عن الضجر والقلق؟ وما أصل هذا التعبير؟
الجواب: هو عبارة عن ضعف القوة والطاقة، وقالوا: إن أصل ذلك البعير إذا حملوه أكثر من طاقته تقاصر ذرعه أي صغرت خطوته وضاقت فاستعملوا ذلك في ضيق الوسع والطاقة.
(٢) سؤال: هل لاستخدام {يُهْرَعُونَ} مغير صيغة نكتة فما هي؟
الجواب: لذلك نكتة هي أن شيئاً دفعهم إلى لوط # وحملهم على الإسراع إليه، وذلك هو خبثهم وولعهم بالفواحش التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين.
(٣) سؤال: فضلاً ما موضع جملة: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} الإعرابي؟
الجواب: لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً، أي: واقعة في جواب سؤال مقدر.