محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 234 - الجزء 2

  لصدهم عن ضيوفه بشتى الوسائل، ويعدهم بأنه سيزوجهم⁣(⁣١) بناته؛ ليذهبوا فلا يفضحوه في ضيوفه.

  {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} واتركوهم ولا تفضحوني في ضيوفي؛ لأن ذلك عيب على المضيف إن أصاب ضيفه مكروه وهو في بيته ولا يدافع عنه، وسيكون ذلك خزيا عليه، وهكذا في كل زمان من اعتدى على ضيفك فكأنه اعتدى عليك.

  {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ٧٨} فهل فيكم رجل ذو عقل يكفيني ما أجد، ويقدر موقفي هذا.

  {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ⁣(⁣٢) وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ٧٩} وقد رفضوا توسل نبي الله لوط إليهم وهم مصرون على فعل الفاحشة غير مبالين به وبتوسله إليهم، وكان ضيوفه هؤلاء جبريل وميكائيل وإسرافيل.

  {قَالَ لَوْ⁣(⁣٣) أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ٨٠}⁣(⁣٤) يتحسر ويتندم


(١) سؤال: من أين نفهم أنه إنما وعدهم بأنه سيزوجهم بهن؟

الجواب: الذي أوجب حمل ما ذكر على تزويجهم أن لوطاً # هو نبي الله ورسوله، وأنبياء الله ورسله معصومون عن فعل ما يسخط الله، وعرض بناته للفاحشة من المعاصي الموجبة لسخط الله؛ فلزم لذلك أنه # إنما عرض على قومه ما يجوز فعله وما ليس فيه معصية لله تعالى.

(٢) سؤال: ما هو الحق الذي نفوه في بناته #؟

الجواب: الحق كناية عن الحاجة أي: ما لنا في بناتك من حاجة، هذا الوجه أحسن ما قيل في تفسير الحق، والله أعلم.

(٣) سؤال: أين جواب الشرط «لو» في الآية؟

الجواب: «لو» في الآية للتمني والتحسر والتحزن وليست للشرط، ويقدر الفعل بعدها، و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل.

(٤) سؤال: يقال: هل في هذه الآية دليل على سقوط النهي عن المنكر عند عدم الأنصار الكافين للنهي عنه؟ ومن أين؟ أم لا؟

الجواب: قد أنكر لوط # بلسانه، وتحسر وتحزن حين لم يجد من ينصره لدفع المنكر بيده، و {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦]، فإذا لم يجد المؤمن من يعينه على إزالة المنكر الذي لا =