سورة هود
  على عدم استطاعته ردهم ودفعهم عن ضيوفه، ويتمنى أنه لو كان له أنصار يدفعون عنه شر هؤلاء القوم، أو أن له حصناً يأوي إليه، ويختفي منهم.
  {قَالُوا يَالُوطُ} تكلمت الملائكة حين رأت ما رأت من لوط مع قومه مخاطبة له ومطمئنة: {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} نحن مرسلون من عند الله سبحانه وتعالى فاهدأ ولا تخف؛ فلن يستطيعوا أن يصلوا إليك ولا إلينا. قيل: إن جبريل ضرب بجناحه نحوهم فأعمى أبصارهم، فلم يهتدوا حينئذ إلى لوط، وصاروا يخبطون فيما بينهم.
  {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} خذ أهلك في سواد الليل واخرج بهم من بين هؤلاء القوم. ومعنى «قطع من الليل»: قطعة من الليل، أي: في جزء منه.
  {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} ولا ينظر أحد منكم وراءه وواصلوا مشيكم، وذلك لأن عذاب الله سبحانه وتعالى سينزل على هؤلاء القوم وأنتم في خلال مسيركم؛ فإذا ما رأيتموه فقد لا تتحملون هول ما ترونه.
  {إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}(١) فاخرج بأهلك جميعاً إلا امرأتك فاتركها بينهم، والاستثناء من قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، وأخبرته الملائكة أنها كانت كافرة مثلهم، وأن عذاب الله سينزل بها معهم.
= يزول إلا بالتعاون فإنه يسقط عنه إزالة المنكر وليس مكلفاً بإزالته، وتحسر لوط # لعدم وجود الشرط المشروط في إزالة المنكر.
(١) سؤال: ما إعراب: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}؟ وهل فيها نكتة بدل قوله: إنها معذبة، لو قاله؟
الجواب: جملة: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا ...} مستأنفة استئنافاً بيانياً في جواب سؤال مقدر.
وقوله: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} فيه تهويل عظيم للعذاب الواقع عليها وعلى قومها، ولو قال: إنه معذبها لفات هذا التهويل والتفخيم.