سورة هود
  عن الغش، وأمرهم بأن يوفوا في كيلهم ووزنهم.
  {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} ينصحهم شعيب بعدم الغش والبخس في بيعهم وشرائهم، فهم في خير ونعمة وتجارة واسعة، وفي أمن وأمان في بلادهم؛ فلماذا لا يشكرون الله سبحانه وتعالى، ويتركون ما هم عليه من عبادة الأصنام والغش والخيانة في البيع والشراء، وفعل المعاصي والمنكرات؟
  {وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ٨٤} فأنا خائف إن لم تقلعوا عن عصيانكم أن ينزل الله بكم عذابه المحيط الذي يستأصلكم ويقطع دابركم.
  {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا(١) النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ٨٥} أوفوا للناس الكيل والوزن، ولا تنقصوا من حقوقهم شيئاً، واتركوا الفساد في الأرض.
= عقيب الأمر به في سورة الأنعام: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[الأنعام: ١٥٢]، مما يفيد أنه تعالى يتجاوز عن الشيء الحقير فيه فما رأيكم؟
الجواب: الأمر كذلك، فالله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، فما حصل من النقص بعد التحري في الإيفاء فلا يؤاخذ به.
(١) سؤال: يقال: هل عرض المشتري الأثمان الناقصة جداً على البائع ليبيع سلعته بها من البخس أم لا؟ وما هو ضابط البخس؟
الجواب: من البخس أن يتحيل جماعة من المساومين على البائع فيتفقوا على أن يساومه كل واحد منهم ويدفع له ثمناً ناقصاً جداً وذلك من أجل أن يشتروا سلعته بينهم بثمن زهيد ناقص جداً عن سعرها الحقيقي. أما المساوم الواحد الذي يدفع ثمناً ناقصاً جداً فلا يؤثر على نفسية البائع في العادة، إلا أنه لا يجوز له أن يساوم ويدفع ثمناً ناقصاً وهو لا يريد أن يشتري وإنما يريد أن يحزن البائع وأن يحطم أمله في سلعته، أو أن يمهد لمشتر آخر. وعلى الجملة لا يجوز الإضرار بالبائع بالتحيل عليه ليبيع سلعته بثمن بخس ففي الحديث: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».