سورة هود
  {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} لولا أن الله سبحانه وتعالى قد حكم، وقد سبق في علمه وحكمته أنه سيؤخر الحساب والحكم بالحق إلى يوم القيامة - لحكم بين هؤلاء المختلفين في التوراة في الدنيا، ولعذب الكافرين، وأثاب المؤمنين فيها، غير أن حكمته قد اقتضت ألا يحكم بينهم إلا في الآخرة.
  والكلمة التي سبقت من الله سبحانه وتعالى هي وعده بأن يحكم بين الناس يوم القيامة.
  {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ١١٠}(١) أخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين بأنهم في شك من يوم القيامة، وأنه سيبعثهم ويحاسبهم فيه.
  {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ(٢) رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١١} أكد الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ أنه سيوفي الناس جميعاً أعمالهم، المؤمنين منهم
(١) سؤال: هل يصح عود الضمير في «منه» إلى القضاء المفهوم من قوله لقضى بينهم، ولماذا؟ وهل الواو في قوله: {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ} للعطف؟
الجواب: لا يصح عود الضمير إلى القضاء المفهوم من قوله: {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}؛ لأن الله تعالى لم يتوعدهم به، وإنما هو قضاء مفروض، والواو للاستئناف وليست للعطف. ويصح أن تكون للحال من {كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} فالمراد بها قضاؤه بالبعث والحساب.
(٢) سؤال: ما إعراب: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}؟ وهل هناك فرق على القراءتين؟
الجواب: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} الإشكال في هذه القراءة هو في إعراب «لَمَّا» المشددة فأحسن الأقوال فيها هو قول الزجاج: إن «لما» بمعنى «إلا»، وإنما كان أحسن على ما فيه لأنه أسهل وأبعد عن التكلف، وهناك أقوال غير هذا وهي:
١ - أن تكون «لَمَّا» بمعنى «لمن ما» فحذفت النون ثم أدغمت الميم في الميم.
٢ - أن «لمّا» هذه أصلها مخففة ثم شددت للتوكيد.
٣ - أن «لمّا» مصدر من «لَمّ الشيء» إذا جمعه.
أما إذا خففت «لما» فاللام هي المزحلقة التي تدخل على خبر «إن» و «ما» صلة جيء بها لتتوسط بين اللام المزحلقة ولام جواب القسم التي في {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}.