سورة هود
  والمشركين والكافرين، وسيوفيهم جزاء أعمالهم يوم القيامة، لا ينقص من ذلك شيئاً، وأخبر أنه عالم بأعمالهم لا يخفى عليه منها شيء، حتى خواطر قلوبهم، وما أضمروه في صدورهم، وكل حركة وسكون فالله سبحانه وتعالى عالم بها، وسيجازي على كل صغير وكبير.
  {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ(١) وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} عندما لم يستجب المشركون للنبي ÷، ورفضوا أن يؤمنوا له اصطدم ÷ في نفسه، وتحطمت معنوياته، فذكر الله سبحانه وتعالى له قصص الأنبياء السابقين، وما جرى لهم مع أممهم، وأخبره أنه سيجازي المشركين وسيعذبهم بذنوبهم، وأنه سيوفيهم أعمالهم، كل ذلك تسلية للنبي ÷، ورفعاً لمعنوياته في الدعوة إلى الإسلام، وأمره بالاستقامة على ما هو عليه من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى دين الحق والتوحيد ورفض الشرك هو ومن معه من المؤمنين، وأمره ألا يفتر عن ذلك أو يتهاون.
  {وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ١١٢} لا تتجاوزوا حدود الله سبحانه وتعالى، والتزموا أوامره فلا تأتوا بشيء من عند أنفسكم، أو تنقصوا شيئاً مما أمركم به، فهو عالم بأعمالكم، ومطلع عليها، وسيجازيكم عليها، ولو كان ذلك أنت يا محمد فسيجازيك، فليس بين الله وبين أحد من خلقه هوادة.
  {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} ولا تميلوا إلى المشركين(٢) ودينهم أيَّ ميلٍ حتى ولو كان ميلاً يسيراً، واثبتوا على دينكم الحق الذي أنزله الله سبحانه وتعالى.
(١) سؤال: ما إعراب: {كَمَا أُمِرْتَ}؟
الجواب: تعرب صفة لمصدر محذوف أي: فاستقم استقامة كالاستقامة التي أمرت بها.
(٢) سؤال: هل تقصر الآية على المشركين أم تعم جميع الظلمة ولو كانوا من أهل القبلة كما نفهم ذلك من استدلال جمهور أئمتنا $؟
الجواب: نزلت الآية في المشركين؛ لأن السورة مكية، ولكنها تعم كما ذكرتم وذكر الجمهور فالعام لا يقصر على سببه، فيدخل فيها كل ظالم من المشركين ومن أهل الإسلام وغيرهم.