محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 248 - الجزء 2

  {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ١١٣} فإذا ركنتم إليهم فسيعذبكم الله سبحانه وتعالى في النار، ولن يكون لكم مخرج من ذلك، ولن تنفعكم شفاعة أحد عنده.

  {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أولاً بالاستقامة على دينه، والثبات على دعوته، وعدم الركون إلى الذين كفروا، ثم أمره بإقامة الصلاة، وجعل لذلك وقتاً معلوماً؛ فجعل وقت ذلك طرفي النهار، فالطرف الأول من طلوع الفجر إلى وقت الظهيرة، والطرف الثاني من الظهيرة إلى غروب الشمس، وقد أمرنا في الطرف الأول من النهار بصلاة الفجر في أول جزء منه إلى طلوع الشمس، وفي الطرف الثاني بصلاة الظهر وصلاة العصر، والمراد بزلف الليل: الساعات القريبة من النهار وهي أول ساعات الليل؛ فأمرنا بإقامة صلاة المغرب والعشاء في هذا الوقت، فهذه هي الصلوات الخمس التي أمر الله سبحانه وتعالى عباده بإقامتها.

  {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وأراد بالحسنات الصلوات الخمس هذه، فهي تكفر السيئات التي هي الصغائر من الخطأ والنسيان والزلات التي تكون من المؤمنين.

  {ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ١١٤} هذه الأوامر التي أمر الله سبحانه وتعالى بها نبيه ÷ من الاستقامة وإقامة الصلاة سيذكر بها ويتعظ ويعمل بها الذين تنفع فيهم الذكرى وهم المؤمنون.

  {وَاصْبِرْ} على أذى قومك يا محمد وكفرهم واستهزائهم بك.

  {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ١١٥} فسيثيبك الله سبحانه وتعالى، ولن يضيع عليه شيء من عملك أو يفوته.

  {فَلَوْلَا⁣(⁣١) كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي


(١) سؤال: فضلاً ما معنى «لولا» في الآية؟

الجواب: معناها التنديم والتوبيخ.