محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يوسف

صفحة 261 - الجزء 2

  نعمته، فيقع على زوجته، وقد آواه وأحسن تربيته وأكرمه؟

  {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ٢٣} وأخبرها بأنه إذا حقق لها رغبتها فسيكون ظالماً لسيده، والظالم لن يفلح أبداً.

  {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} صممت أشد التصميم على أن يواقعها {وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} وقد مال إليها بطبيعته وغريزته، ولكن خوفه من الله سبحانه وتعالى منعه، ولولا هذا المانع من الله سبحانه وتعالى لواقعها، وهذا المانع الذي من الله المراد به الهدى والنور، ومعرفة الله سبحانه وتعالى التي استحكمت في قلبه، وأما العزم والنية على مواقعتها فلم يكن ذلك منه، وحاشا نبي الله أن يطيع هوى نفسه وشهواتها، فخوف الله سبحانه وتعالى، والهيبة منه قد غلب شهوته وطغى عليها.

  {كَذَلِكَ⁣(⁣١) لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ٢٤} صرف الله سبحانه وتعالى عن نبيه السوء، وفعل الفاحشة بتوفيقه ولطفه؛ لأنه كان من عباده المخلصين له، فلا مدخل للشيطان إلى قلبه.

  {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} جريا مسرعين نحو الباب: هو هارب، وهي تلحق به.

  {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا⁣(⁣٢) لَدَى الْبَابِ} فتح الباب فإذا بالسيد في وجهيهما.


= العزيز إليه واهتمامه بإكرامه: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ...} وذكر حقه عليه وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان عند ذلك قال: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} فعاد الضمير إلى ذلك الحاضر في ذهنه، وقد أجازوا إطلاق الرب مقيداً على غير الله تعالى وقال يوسف: {إِنَّهُ رَبِّي ...} على الظاهر وفسرنا الرب هنا بالسيد؛ لأنهم يفسرونه به في إطلاق العبد خصوصاً دون رب الناقة ورب الدار.

(١) سؤال: إلام الإشارة بقوله: {كَذَلِكَ

الجواب: تعود إلى التثبيت المفهوم من قوله: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} وقوله: {وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}.

(٢) سؤال: يقال: ما السر في إطلاق سيدها على الزوج؟

الجواب: قيل: إن الزوجة كانت تقول لزوجها: يا سيدي، وبعد فإن للزوج ملكة على زوجته ألا ترى أن الولي يقول عند العقد: أنكحتك وملكتك ... إلخ.