سورة يوسف
  ومعنى «ألفيا سيدها»: وجدا زوجها.
  {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ(١) أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٢٥} لفقت العذر هذا بسرعة، وحاكت حيلتها هذه قبل أن يتكلم العزيز بكلمة واحدة، وطلبت منه أن يلحق بيوسف أشد العقاب جزاءً على ما أراد منها.
  {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} لم يجد يوسف بداً من الدفاع عن نفسه؛ فأخبر سيده بأنها هي التي قد دعته إلى نفسها، وأرادت النيل منه، ولم يجد بداً من أن يبرئ نفسه، وإلا فهو لا يريد أن يسيء إليها أي إساءة، ولا أن يلحقها أي فضيحة بسببه، ولكنه اضطرّ إلى ذلك ليرفع عن نفسه التهمة.
  {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه كان هناك شخص يسمع ما جرى(٢)، وكان من أهل امرأة العزيز، فقال: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٢٦ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٢٧} هذا الرجل الذي كان يسمع ما جرى اقترح على السيد حلاً لمعرفة الصادق منهما؛ فأخبره بأن ينظر في قميص يوسف؛ فإن كان قد من مقدمه فهي صادقة في دعواها عليه، وإن كان قُدّ من دبر فهي كاذبة(٣).
(١) سؤال: ما محل: {أَنْ يُسْجَنَ} الإعرابي؟
الجواب: محله الرفع على أنه خبر المبتدأ {مَا جَزَاءُ}.
(٢) سؤال: من أين نفهم أنه كان يسمع ما جرى؟
الجواب: نفهم ذلك من حيث سماه الله شاهداً في قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} فمقتضى ذلك أن الشاهد كان حاضراً عند الباب مع سيدها قد سمع ورأى.
(٣) سؤال: ما وجه ما اقترحه هذا الشاهد؟ وما حكمه في الشرع؟ وهل هو بمثابة القرينة والأمارة؟ وهل للحاكم العدل أن يعمل بمثل ذلك أم لا؟
الجواب: وجه ذلك أن القدّ إذا كان من ورائه فهو أمارة على أنها قدته حال هربه وتوليه مما أرادته منه، وإن كان من أمامه فعلى العكس من ذلك، وما قاله الشاهد حق وصواب متوافق مع =