محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يوسف

صفحة 263 - الجزء 2

  {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ٢٨} اقتنع العزيز بما قاله هذا الشاهد، ونظر إلى القميص؛ فإذا بالقميص مقدود من الدبر فعرف براءة يوسف، وأن امرأته قد مكرت به.

  {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، هذا من كلام العزيز يتوسل به إلى يوسف بأن يستر على امرأته، ويسكت عما جرى لأجل الستر.

  {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ٢٩} أمرها زوجها بأن تعترف بخطئها، وأن تندم عليه، وتستغفر من جريمتها هذه.

  {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا⁣(⁣١) حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٠} تسربت أخبار امرأة العزيز، وما جرى لها مع غلامها، وصارت حديث نساء المدينة يذمونها بذلك، ويلقون اللوم عليها، ويعيبون عليها صنيعها، وكيف أنها تتنازل إلى أن تلاحق عبداً من عبيدها؟! وكيف أن منصبها يسمح لها بذلك حتى تهيم بحب عبد هذا الحب؟!

  ومعنى «شغفها حباً»: أي أن حبه تمكن في قلبها واستولى عليه. والشغاف: غشاء القلب.

  وكان جمال يوسف وحسنه قد بلغ هؤلاء النسوة، واشتهر بينهن؛ فأردن بذلك أيضاً أن يستدرجنها لتخرجه إليهن ليروا جماله هذا، وكان هؤلاء النسوة من أزواج أعيان مصر ووجهائها.


= القوانين الشرعية الإسلامية، فالقرائن والأمارات معمول بها في القضاء؛ فيكون القول قول من شهدت له القرائن والأمارات مع يمينه إن طلبت.

(١) سؤال: ما إعراب {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}؟ ولمن أسند الشغف؟

الجواب: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} جملة حالية من فاعل تراود، و «شغفها»: فعل وفاعل ومفعول به، و «حباً»: تمييز محول عن فاعل أي: شغفها حبُّه، أي: أن حب يوسف دخل إلى شغاف قلبها.