سورة يوسف
  {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ(١) أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ} عرفت امرأة العزيز بما يردنه، فعزمت على أن تدعوهن إليها في احتفال تقيمه لهن.
  {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} أعدت لهن مكاناً يجلسن ويتناولن فيه الطعام والفاكهة.
  {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ} وأعطت كل امرأة سكيناً لتستعين بها على تقطيع الفاكهة، وعندها أمرت يوسف بالخروج إليهن.
  {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ(٢) لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ٣١} عندما خرج عليهن، ورأين جماله وحسنه الخارق تعاظمن ما رأين من الحسن والجمال الزائد على ما ألفنه وعرفنه، وصرن مبهوتات والسكاكين والفواكه في أيديهن فأخذن يقطعن أيديهن بالسكاكين وهن لا يشعرن من عظيم ما رأينه من جمال يوسف #.
  {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ٣١} أنكرت النسوة أن يكون هذا الغلام من جنس البشر - لما رأين من حسنه وجماله فقلن ليس هذا من البشر وما هو إلا ملك كريم من ملائكة السماء.
  {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}
(١) سؤال: هل المراد بالمكر استدراجهن لها حتى تخرجه إليهن؟
الجواب: نعم، المراد هو ذلك.
(٢) سؤال: ما إعراب: {حَاشَ لِلَّهِ}؟
الجواب: تعرب هنا مفعولاً مطلقاً ومعناها التنزيه، وحاشا بالألف، ويجوز حذفها كما هي في الآية، و «لله» ليس متعلقاً بحاشا وإنما هو من جملة وقعت بياناً لما قبلها في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: لمن التنزيه؟ فقيل: هو لله. ولـ «حاشا» معنيان آخران:
- أن تكون حرفاً للاستثناء بمنزلة «إلا»، وتجر ما بعدها أي: أنها حرف جر.
- أن تكون فعلاً متصرفاً، تقول: حاشيته - أي: استثنيته - أو ما حاشيته.