سورة يوسف
  للعزيز وزوجته، ومن في جانبهما إدخاله السجن ليستروا هذه الفضيحة، وذلك بعد أن رأوا الدلالات الواضحة على براءته، وعلموا علماً قاطعاً أنه لم يكن شيء من ذلك الذي يتهمونه به.
  وهؤلاء النسوة عندما رأوا جمال يوسف هذا رفعوا اللوم عنها، وعذروها في شغفها به واقترحن عليه السجن إن لم يجبها إلى ما تطلب.
  وقد مكث في السجن سبع سنين مع براءته.
  {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} يخبر الله سبحانه وتعالى بالأحداث التي حصلت معه في السجن، وما فيها من الدروس والعبر لمن عرفها.
  {قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٣٦} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه دخل مع يوسف السجن رجلان، وتعرفا عليه، وعرفا فضله وصلاحه، وتوسما فيه معرفة ما عندهما؛ فقصا رؤياهما عليه، فقال الأول بأنه رأى في منامه أنه يعصر العنب الذي سيتخذ خمراً بالتخمير، وقال الثاني بأنه رأى في منامه أنه يحمل خبزاً فوق رأسه تأكل منه الطير وهو حامله.
  {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} فأجابهما يوسف بأن تفسير رؤياهما عنده، وأن الله سبحانه وتعالى قد علمه ذلك العلم ووهبه إياه، وأخبرهما أن عنده تفسير وتأويل كل طعام يرونه في رؤياهما، وأن عنده تأويله، وسيتحقق على حسب ما يفسره بالدقة؛ لأن هذا العلم من عند الله سبحانه وتعالى قد وهبه إياه، وليس تخميناً من عند نفسه.
  {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ٣٧ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ٣٨}(١)
(١) سؤال: ما الذي نستفيده كمرشدين من فعل يوسف # واهتمامه بالوعظ والدعوة قبل =