محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يوسف

صفحة 267 - الجزء 2

  أخبرهما يوسف بأن الله سبحانه وتعالى الذي علمه هذا العلم بسبب أنه ترك ملة الشرك والكفر، وعبادة الأصنام، واتبع دين آبائه الذي هو دين التوحيد، وعبادة الله سبحانه وتعالى وحده، وأخبرهما أن هذا من فضل الله عليهم أن أعطاهم العلم والحكمة والنبوة، وأن هذا الفضل على الناس أيضاً؛ لأنهم سيأخذون منهم، ويهتدون بهم إن أرادوا ذلك، غير أنهم لم يشكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وظلوا على ضلالهم وكفرهم.

  وقبل أن يفسر لهما رؤياهما بدأ أولاً بوعظهما ودعوتهما إلى الله سبحانه وتعالى وإلى عبادته وحده، وقد جعل ذلك فرصة لدعوتهما.

  {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ٣٩} سألهما هذا السؤال ليبعثهما على التفكر والنظر بعقولهما، وليدخل معرفة الله سبحانه وتعالى في قلوبهما بطريقة مقنعة لهما.

  {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} ثم أخبرهما عن هذه الآلهة التي يعبدونها بأنها لا تستحق الإلهية؛ لأنها ليست إلا أحجاراً صنعت بأيديهم، ثم اختلقوا لها الأسماء ونعتوها بالآلهة.

  يناقشهم ويحاججهم بالبراهين العقلية التي توصلهم إلى معرفة أنها لا تحمل شيئاً من صفات الألوهية، ولا دليل على إلهيتها.

  {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} أمر السماوات والأرض، وتدبير شؤونهما كل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى، لا يشاركه في ذلك أحد.


= أن يجيبهما عما سألا عنه؟

الجواب: الذي يستفاد من ذلك بالنسبة للمرشد:

- أن يكون الإرشاد أكبر عمله وشغله الشاغل.

- أن لا يتخلى عن الإرشاد ولو كان في ظروف قاسية.

- أن يستغل الفرص التي يرى فيها استعداد المخاطب للسماع والقبول.