سورة يوسف
  {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} وقد أمركم بعبادته وحده، وألا تعبدوا معه أحداً.
  {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وأخبر أن عبادته وحده هو الدين الحق الثابت بالأدلة الواضحة، والبراهين القاطعة، وأنه وحده هو الذي يستحق العبادة دون تلك الآلهة التي لا حجة قائمة على صحة إلهيتها.
  {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٤٠} ولكن أكثر الناس معرضون عن الدين الحق فهم يخبطون في الجهل والضلال واتباع الأهواء.
  {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ} بعد أن دعاهما إلى دين التوحيد وبين لهما بالأدلة القاطعة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يستحق الإلهية وحده، وأن العبادة ليست إلا له، لا يشاركه فيها أحد، بدأ يفسر لهما أحلامهما، وأخبر الذي رأى أنه يعصر الخمر أنه سوف يخرج من السجن، وسيرجع إلى عمله عند الملك، وكان ساقي الملك من قبل.
  وأما الآخر فأخبره بأنه سوف يخرج من السجن، ولكنه سيصلب، وستأكل الطير من رأسه.
  وكان السبب في سجنهما أنهما اتُّهما بالمؤامرة على قتل الملك والإطاحة به، ولكن الأول ثبتت براءته، وأما الآخر فبقيت التهمة لابسة له، وصلب جزاءً على ذلك.
  {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ٤١} أخبرهما نبي الله يوسف # أن ما قصه لهما من تأويل رؤياهما أمر محتوم(١)، ولا بد أن يقع، وأكد لهما أنه لن يكون غير ذلك.
(١) سؤال: قد يقال: إذا كان الأمر محتوماً فقد قُدِّر عليهما ذلك، فكيف نجيب على هذا الإلزام؟
الجواب: أخبرهما يوسف # بما سيقع بهما، ويوسف # لا يعلم الغيب، إلا أن الله تعالى علمه تأويل الأحاديث أي: تأويل الرؤيا، وعلم الله تعالى سابق غير سائق، أي: أن ما علم الله تعالى أنه سيقع وسيحصل فلا بد أن يقع ويحصل حتماً من غير أن يكون لعلم الله أثر في وقوعه.