[مقدمة المؤلف]
[مقدمة المؤلف]
  
  أحمد من شرح(١) صدورنا لمعرفة الفروع بالأصول، وتلقانا بالإصلاح والقبول، وفتح لنا أبواب الهداية، وأشعل لنا أنوار جوهرة الدراية، وأوضح لنا متن(٢) منهاج النجاة والوصول إلى منتهى كل أمنية وغاية، وتفضل علينا بتوضيح العلم والتنقيح، وتمييز سقيم الدليل من الصحيح، هو الكافل بنجاتنا من بحور الغرق، بركوب سفينة أشرف الفرق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، شهادة من علم أن الأحكام منحصرة في الحلال والحرام، وأن السنة والكتاب من الحكمة(٣) وفصل الخطاب(٤)، أمرنا بالإجماع عند حقيقتهما وشرع القياس، ونهانا عن مجاز غير مجازهما ومجمل الإلباس، وميزنا بفهم منطوقهما والترجيح، وحبانا باستنباط(٥) جواهر نصهما والتلميح، وخصنا بعموم الآلاء، ونبهنا على تقييد مطلقها بشكره تعالى، فنسخ عنا رذيلة رداء التقليد بجمال لباس محكم الكتاب المجيد، وأشهد أن سيدنا محمداً الأمين عبده ورسوله بما فيه نجاتنا يوم الدين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
(١) فيه براعة الاستهلال وإشارة مع التورية إلى أمهات الكتاب وأبواب الفن المذكورة في المختصر والله أعلم. منه.
(٢) متنا الظهر: مكتنفا الصلب عن يمين وشمال من عصب ولحم، يذكر ويؤنث. أهـ مختار الصحاح. والمنهاج: الطريق الواضح. منه.
(٣) لأن الحكمة علم الشريعة، وكل كلام وافق الحق، وقال ابن عباس علم القرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله وعبره.
(٤) فصل الخطاب: الخطاب المفصول الذي يتبينه من يخاطب به، أو الخطاب الفاصل بين الحق والباطل، وفي القاموس: هو الحكم بالبينة أو اليمين، أو الفقه في القضاء، أو النطق بأما بعد، والله أعلم. منه.
(٥) الباء للتعدية.