شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[العكس المستوي]

صفحة 134 - الجزء 1

  يتحقق؛ لأن نسبة المحمول إلى أحد الأمرين مغايرة لنسبته إلى الآخر، ونسبة أحد الأمرين إلى شيء مغايرة لنسبة الآخر إليه، ونسبةُ أحد الأمرين إلى الآخر⁣(⁣١) بشرط مغايرةٌ لنسبته إليه⁣(⁣٢) بشرط آخر، وعلى هذا فمتى اتحدت النسبة اتحد الكل.

  وبشرط الاختلاف في الكم، وهو الكلية والجزئية، فيتشرط اختلافهما فيه إن كانتا⁣(⁣٣) محصورتين⁣(⁣٤)، فنقيض الموجبة الكلية سالبة جزئية، والعكس، نحو: كل إنسان حيوان، بعض الإنسان ليس حيواناً.

  ونقيض السالبة الكلية موجبة جزئية، والعكس، نحو: «لا شيء من الإنسان بشجر» «بعض الإنسان شجر». وإنما اشترط ذلك لجواز كذبِ الكليتين، نحو: «كل إنسان كاتب بالفعل»، «لا شيء من الإنسان بكاتب بالفعل»، وصدق الجزئيتين، نحو: «بعض الإنسان كاتب⁣(⁣٥)»، «بعضه ليس بكاتب» كذلك⁣(⁣٦).

[العكس المستوي]

  (و) العكس يطلق ويراد به أحد معنيين: إما القضية الحاصلة من التبديل، كالخلق والنسخ، كما يقال - مثلاً -: عكس الموجبة الكلية موجبة جزئية. وإما نفس التبديل، وهو (العكس المستوي(⁣٧)) ويسمى المستقيم، أي: (تحويل جزئي الجملة) أي: طرفيها الذكريين؛ بأن يجعل الجزء الأول ثانياً، والثاني أولاً. فلا يرد⁣(⁣٨) ما يقال من أن المراد من طرف الموضوع الذات، ومن طرف المحمول


(١) «شيء». نخ.

(٢) «لنسبة الآخر». نخ.

(٣) أي: القضيتين.

(٤) لا مخصوصتين فلا معنى لاشتراط اختلافهما فيه. منه والحمد لله.

(٥) بالفعل.

(٦) أي بالفعل.

(٧) سمي مستوياً لتساوي القضية وعكسها في الصدق والكيفية. وصلى وسلم على سيدنا محمد وآله.

(٨) أي: لأنه قال: الذكريين، أي: الموضوع والمحمول في الذكر، أي: فلا يرد السؤال بأن العكس لا =