شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[بيان من هم أهل البيت $]

صفحة 152 - الجزء 1

  وجه الدلالة: أنه تعالى أخبر خبراً مؤكداً بالحصر بإرادته إذهابَ الرجس عنهم، وطهارتَهم عنه الطهارة الكاملة. والرجس المطهرون هم عنه ليس إلا ما يستخبث من الأقوال والأفعال، ويستحق عليه الذم والعقاب؛ لأن معناه الحقيقي لا يخلو عنه أحد منهم، وليس المراد إذهابه عن كل فرد؛ لأن المعلوم خلافه، فيتعين أن المراد إذهابه عن جماعتهم، وهو المطلوب.

[بيان من هم أهل البيت $]

  وليس المراد بأهل البيت $ أزواجه؛ لأنه ÷ قد بين المراد في أحاديث كثيرة بالغة حد التواتر.

  فإن قيل: قد جاء في بعض الأحاديث ما يقتضي دخول نسائه في أهل بيته، مثل قوله ÷ جواباً لأم سلمة [في قولها⁣(⁣١)]: أما أنا من أهل البيت؟ قال: «بلى، إن شاء الله تعالى»، وقوله: «بلى، فادخلي في الكساء»، قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه ولابنته ولابنيه.

  قلنا: رواياتُ دفْعها عن الدخول معهم بقوله في رواية: «إنك على خير»، وفي رواية: «إنك إلى خير»، وفي رواية: «على مكانك، وإنك على خير»، وفي رواية: «أنت إلى خير»، وفي رواية: «أنت إلى خير، أنت من أزواج النبيء»، وفي رواية: «فإنك على خير»، وغير ذلك - أكثرُ، ولو سلم التساوي وجب الجمع، وقولُها: «بعدما قضى دعاءه» صريحٌ في خروجها عن قوله ÷: «اللهم هؤلاء أهل بيتي ..» الخبر على اختلاف الروايات، وبه يحصل الجمع.

  ويؤيد ذلك أن سؤالها وقولها: «وأنا معهم» ونحوه - لم يقع إلا بعد تقضي الدعاء في جميع الأخبار، فلا تعارض؛ لأن دفعها لكونها ليست من أهل البيت $، وإدخالها بعد بيانهم لا يضر.


(١) من شرح الغاية.