[الطريق الصحيح إلى معرفة النسخ]
  قبل المائدة، فقال عمر: يا أبا الحسن، ما تقول؟ قال: أقول: إن المسح كان من رسول الله ÷ في بيت عائشة والمائدة نزلت في بيتها، فأرسل عمر إلى عائشة فقالت: كان المسح قبل المائدة، فقل لعمر: والله لأن تقطع قدماي بعقبهما أحب إلي من أن أمسح عليهما، فقال عمر: لا نأخذ بقول امرأة، ثم قال: أنشد الله امرءاً شهد المسح من رسول الله ÷ لما قام، فقام ثمانية عشر رجلاً كلهم يقول رأى رسول الله ÷ يمسح وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فأخرج يده من تحتها ثم مسح على خفيه، فقال عمر: ما تقول يا أبا الحسن؟ قال: سلهم أقَبْلَ المائدة أم بعدها؟ فسألهم: فقالوا: ما ندري؛ فقال علي #: أنشد الله امرءاً مسلماً علم أن المسح قبل المائدة لمَّا(١) قام؛ فقام اثنان وعشرون رجلاً، فتفرق القوم وهؤلاء يقولون: لا نترك ما رأينا، وهؤلاء يقولون: لا نترك ما رأينا).
  وعنه #: (سبق الكتاب الخفين) أي: قطع.
  (أو(٢) قرينة قوية كغزاة أو حالة)، نحو أن يعلم أو يظن أن هذه الآية نزلت في غزوة كذا(٣)، أو هذه في خامسة الهجرة وتلك في سادستها، نحو: ما رواه أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، إذا جامع أحدنا فأكسل(٤)؟ قال: «يغسل ما لمس المرأة منه وليتوضأ ثم ليصل»؛ فدل على أنه لا غسل مع الإكسال وأن موجبه الإنزال وكان ذلك في مبتدأ الإسلام. فنسخ بما روى عروة بن الزبير أن عائشة حدثته أن رسول الله ÷ كان يفعل ذلك ولا يغتسل، وذلك بعد فتح مكة، ثم اغتسل بعد ذلك، وأمر الناس بالغسل.
(١) أي: إلا.
(٢) عطف على قوله: «بنقل».
(٣) في شرح الغاية: مثل أن يعلم أو يظن أن هذه الآية نزلت في غزوة كذا وتلك في غزوة كذا وهذه في خامسة الهجرة وتلك في سادستها.
(٤) أكسل الرجل إذا جامع ثم أدركه فتور فلم ينزل، ومعناه صار ذا كسل. نهاية.