[أول الأدلة: الكتاب]
  كدلالة {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}[الإسراء ٢٣] على تحريم الضرب.
  ومنه(١) - في الأظهر - ما قرينته ضروريةٌ مستندة إلى العقل بلا واسطة، نحو {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}[الأحقاف ٢٥]، أو جليةٌ(٢)، نحو {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف ٨٢].
  (والمتشابه) لغة: ما يشبه بعضه بعضا، وبهذا المعنى يكون القرآن كله متشابها؛ لأنه يشبه بعضه بعضا في البلاغة والإتقان، وفي تصديق بعضه بعضا، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}[الزمر ٢٣]، وعليه يحمل القول بأنه متشابه كله.
  واصطلاحا: (مقابله) - أي: المحكم - فهو ما خفي معناه؛ وذلك لأنه تعالى أوقع المتشابه مقابلا للمحكم، فيجب أن يفسر بما يقابله، كالآيات التي يخالفُ ظاهرها مقتضى العقل ويطابقُ القول بالجبر والتشبيه، نحو: قوله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}[الإسراء ١٦] {وَمَكَرَ اللَّهُ}[آل عمران ٥٤] {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[البقرة ١٥].
  ويعلم تأويلَه الراسخُ الثابتُ العقيدة؛ لظهور واو الآية في العطف، ولا يلزم منه أن يقول تعالى: {آمَنَّا بِهِ}[آل عمران ٧]؛ لقرينةِ العقل، وعدمِ لزوم اشتراك المتعاطفين في جميع الأحكام، كما في {وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً}[الأنبياء: ٧٢] فنافلة حال من «يعقوب» فقط، فتأمل.
(١) أي: من المحكم.
(٢) الجلية: هي المستندة إلى العقل بواسطة.