مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب التوحيد ونفي التشبيه

صفحة 224 - الجزء 1

  وإذا⁣(⁣١) كان أحدهما يقدر على إخفاء فعله والآخر لا يقدر، ثبتت الربوبية للعالم القادر، والمربوب هو العاجز الجاهل، لعجزه عن قدرة خالقه، إذ لا بد للعاجز من معجز أعجزه ومنعه.

  ودليل آخر: أنهما إذا كانا اثنين لم يخلوا من [أحد]⁣(⁣٢) ثلاثة أوجه:

  [١] إما أن يكونا حكيمين.

  [٢] وإما أن يكونا سفيهين.

  [٣] وإما يكون أحدهما سفيهاً والآخر حكيماً.

  فإن كانا حكيمين [وجب عليهما أن يبينا أنفسهما، ولا يخملا حكمتهما]⁣(⁣٣) وإن كان سفيهين فهما غير قديمين، لأن السفه والعبث إنما تولد من الهوى، والقديم لا يعبث ولا يهوى، لأن الهوى بنية ضرورة⁣(⁣٤) جعلت للبلوى، وإن كان أحدهما حكيماً والآخر سفيهاً، فالربوبية للحكيم الذي بيَّن حكمته، والسفيه مربوب مخلوق عاجز، والله أعجزه وابتلاه، وركَّبه على الشهوات وبناه.


(١) في (ب): وإن كان.

(٢) ما بين المعكوفين زيادة من (ب).

(٣) ما بين المعكوفين زيادة من (ب).

(٤) في (ب): ضرورية.