باب الرد على من جحد الله وقال بقدم القول وغيره من الأشياء
باب الرد على من جحد الله(١) وقال بقدم القول وغيره من الأشياء
  قال المهدي لدين الله، الحسين بن القاسم ~: فإن سأل بعض الملحدين، أهل الحيرة المتمردين، فقال: ما الدليل على حدث الهواء؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدثه أنه لم يخل من الزمان طرفة عين، ووجدنا الزمان محدثاً، وهو حينئذ سكون الهواء، فعلمنا أن ما لم ينفك من المحدث ولم يوجد إلا بوجوده أن سبيله في الحدث كسبيله.
  فإن قيل: وما الدليل على حدث الزمان؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدثه أن كل ساعة لها أول وآخر، وكل ليلة، وكذلك كل يوم وشهر، فكلما حدثت ساعة انقطعت، فهذا دليل على حدث ما مضى من الزمان فقد انقطع وفني وما وقع عليه الانقطاع والفناء فقد تناهي بأبين البيان وأوضح البرهان.
  فإن قال: وما أنكرت من الزمان أن يكون الزمان الذي هو سكون الهواء قديماً لم يزل على ما ترى ساعة تبقى بعد ساعة وساعة قبل ساعة إلى ما لا نهاية له.
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك؛ لأن قولك هذا لا يخلو من أحد وجهين:
  [١] إما أن تكون عنيت به الزمان الذي انقطع ومضى وتصرم وفنى.
  [٢] وإما أن تكون عنيت غيره.
(١) من هذا الباب إلى باب الدلالة على حدوث الأجسام زيادة في النسخة (أ) وناقص في النسختين (ب، ج).