مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[في الأجل المحتوم والمخروم]

صفحة 414 - الجزء 1

  باجتهادهم، ويُقبلوا على طاعة ربهم، ويستعدوا للموت قبل حلوله بهم، حتى تخرج أنفسهم على أيقن اليقين، ويقفوا بين يدي الله على الحق اليقين⁣(⁣١)، ويسلموا بذلك من صفقة الحظ الغبين.

  [وسألت عن قول مولانا وسلطانه {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥] وهذا دليل على رحمته للعباد وكراهيته للهلكة والفساد]⁣(⁣٢).

[في الأجل المحتوم والمخروم]

  وسألت عن المقتول هل بقي من أجله شيء، أم قد اخترم القاتل أجله قبل وقته؟

  واعلم [يا أخي أرشدك الله]⁣(⁣٣) أن الله ø خلق الحياة خلقاً، وأوجدها إيجاداً، فإن شاء قبض الأرواح، وإن شاء تركها. فأما المقتول فقد علم بقتله، فلم⁣(⁣٤) يجعل له أجلاً بعينه، ولو حتم له أجلاً موقوتاً لبقي إلى وقته، ولما قدر أحد من المخلوقين على قتله⁣(⁣٥).

  [وسألت عن المقتول بحكم الله هل بقي في عمره شيء إذا لم يقتل؟

  واعلم يا أخي أن هذا المقتول بحكم الله ø لا يكون حكم الله متلفاً إلَّا بنفاذ أمره وطاعته، وقدرة إمام المسلمين وطاقته، وأما الله فلو أراد قتله


(١) في (ج): المبين.

(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٣) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٤) في (ج): ولم.

(٥) هذه إشارة لطيفة، وقد يكون كلامه هذا حلاً وسطاً للمختلفين في مسألة أجل المقتول ونحوه بغض النظر عن كونه حقيقي أم تقديري.