[في الأجل المحتوم والمخروم]
  باجتهادهم، ويُقبلوا على طاعة ربهم، ويستعدوا للموت قبل حلوله بهم، حتى تخرج أنفسهم على أيقن اليقين، ويقفوا بين يدي الله على الحق اليقين(١)، ويسلموا بذلك من صفقة الحظ الغبين.
  [وسألت عن قول مولانا ﷻ وسلطانه {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[البقرة: ١٩٥] وهذا دليل على رحمته للعباد وكراهيته للهلكة والفساد](٢).
[في الأجل المحتوم والمخروم]
  وسألت عن المقتول هل بقي من أجله شيء، أم قد اخترم القاتل أجله قبل وقته؟
  واعلم [يا أخي أرشدك الله](٣) أن الله ø خلق الحياة خلقاً، وأوجدها إيجاداً، فإن شاء قبض الأرواح، وإن شاء تركها. فأما المقتول فقد علم بقتله، فلم(٤) يجعل له أجلاً بعينه، ولو حتم له أجلاً موقوتاً لبقي إلى وقته، ولما قدر أحد من المخلوقين على قتله(٥).
  [وسألت عن المقتول بحكم الله هل بقي في عمره شيء إذا لم يقتل؟
  واعلم يا أخي أن هذا المقتول بحكم الله ø لا يكون حكم الله متلفاً إلَّا بنفاذ أمره وطاعته، وقدرة إمام المسلمين وطاقته، وأما الله فلو أراد قتله
(١) في (ج): المبين.
(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).
(٣) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).
(٤) في (ج): ولم.
(٥) هذه إشارة لطيفة، وقد يكون كلامه هذا حلاً وسطاً للمختلفين في مسألة أجل المقتول ونحوه بغض النظر عن كونه حقيقي أم تقديري.