مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الأدلة على البعث والنشور]

صفحة 113 - الجزء 1

  بالخيرات، والنهي عن المنكرات، ولا يكون ذلك إلا كلاماً مسموعاً، فوجب أن يرسل إليهم رسولاً مسمعاً.

  وحقيقة عدله في ذبح البهائم وإحلالها، أن لها على ذلك ثواباً⁣(⁣١) في آخرتها، وليس ألم البهائم وإتعابها إلا دون ألم الأخيار وموتها.

  وحقيقة عدله ونفي الجور عنه، أنه غني عن الجور غير محتاج إليه، وأنه عالم بقبحه، وإذا كان عالماً بقبحه غنياً عنه لم يفعله.

[الأدلة على البعث والنشور]

  وحقيقة الدليل على البعث أن الصانع حكيم، والبعث والحياة خير من موت الأبد.

  ودليل آخر: أنه لم يخلق الخلق إلا لينفعهم بالبقاء، إذ لا منفعة في الهلاك والفناء.

  ودليل آخر: أن موتهم بالكلية لا ينفعه ولا ينفعهم، وشيء لا ينتفع بفعله لا يكون من فعل حكيم.

  ودليل آخر: أن بعثهم بعد موتهم لا يؤوده ولا يعجزه، وإذا لم يعجز عن فعل الخير وجب عليه فعله.

  ودليل آخر: أنه أمر ونهى فأطاعه قوم وعصاه آخرون، وقد وعد من أطاعه بالثواب، وأوعد من عصاه بالعقاب، ثم انقضت آجال المطيعين ولم يثابوا، وانقضت آجال العاصين ولم يعاقبوا، فعلمنا أن ثَمَّ داراً غير هذه الدار، يثاب فيها المحسنون، ويعاقب فيها المسيئون، لأن المطيع يجب له الثواب،


(١) بمعنى أن الله تعالى ادخر لها عوضاً في آخرتها.