مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مزيد من الأدلة على الحركة والسكون]

صفحة 99 - الجزء 1

[مزيد من الأدلة على الحركة والسكون]

  وسنزيد بعون الله بياناً، ونوضح إن شاء الله صنع الله لسائلنا بعد إيضاح جملة الدهر وكليته، وكرور أيامه وساعاته، وتبيين صنوفه وأفنانه، ومجاله من الصنع وبيانه.

  فنقول: إن الحركة أولى ما نحتاج إلى ذكره، إذ هي مشتملة على حدث السكون وغيره، وذلك أن مجال الحركة في صنوف من الأجسام، وأماكن من الموات والحيوان، وذلك مثل حركة النجوم والبروق والسحاب، ومثل حركة الأشجار والرياح الهواب، ومثل حركة أمواج البحار، وجري خف التراب والأنهار، وغير ذلك مما يتحرك من الجمادات في الليل والنهار، ومن الحركة ما يحل في الحيوانات.

  وسنبين إن شاء الله تعالى حدوث جميع الحركات، وما يحل منها في كل حيوان أو موات، فأول ما نبتدئ بذكره حركة الحيوان.

  فإن سأل [سائل]⁣(⁣١) فقال: ما الدليل على حدث حركة⁣(⁣٢) الحيوانات، وما تنكرون من أن تكون حركات قبل حركات، إلى مالا يتناهى من الأوقات؟!

  قيل له ولا قوة إلا بالله: دلنا على حدث ما عنه سألت، وفساد ما ظننت وزعمت، أنا قد بينا لك حدوث الحيوانات فيما تقدم من كلامنا، وأوضحنا نهاية الأوقات في أول قولنا.


(١) مابين المعكوفين زيادة من (ب).

(٢) حركة، ساقطة في (ب).