مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[صفات الله ذاته]

صفحة 389 - الجزء 1

[صفات الله ذاته]

  فإن قال: وكيف يكون الواحد هو الصفات الكثيرة الحياة والقدم والعلم والقدرة؟

  قيل له ولا قوة إلا باللّه: سيدنا أعلم أن هذه أسماء لخالقنا يجوز أن يدعوه بها، كما يجوز لنا أن ندعوه بغيرها، كما يجوز أن نسميه الله الرحمن الرحيم، الحي القادر القديم العليم، ولو كان العلم والقدرة غير الحي القديم لكان الله إسماً غير الرحمن الرحيم، وإنما هذه كلها أسماؤه الحسنى والإسم أبداً فغير المسمى، والقدرة عندنا فهي الله القدير، وكذلك العلم فهو الخبر الذي لم يزل وهو الله الخبير، فأما هذه الألفاظ التي هي الحروف والكلام اللين المعروف فهي غير خالقنا؛ لأن الكلام هو صفتنا وفعلنا، والله خالقنا وفاعلنا.

  والدليل على أن الله هو العلم وهو القدرة وهو الذات وهو الموصوف وهو الصفات أنه ليس ثم إلا شيئان معروفان خالق أو مخلوق، محدث أو قديم، رب أو مربوب، ولا تخلو هذه الصفات من أن تكون قديمة أو محدثة، فإن كانت قديمة فلا نعلم قديماً سوى الله، وهي الله إذا صح قدمها.

  وإن قلت: إن العلم والقدرة محدثان أوجبت أنهما قبل حدوثهما معدومان، وإذا علم الله وقدر بعد أن لم يكن عالماً قادراً، فقد كان قبل ذلك عاجزاً جاهلاً، ومن قال بذلك فقد برئ من التوحيد وكفر بالواحد المجيد، فنعوذ بالله من الكفر برب العالمين، ونسأله النجاة من الحيرة في الدين.

  وأيضاً فلا يخلو علم الله الذي أحاط بالأشياء من أن يكون عدماً أو موجوداً.