مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[النهي عن الجدال والمخاصمة]

صفحة 445 - الجزء 1

  والتسليم، ولم يجز لهم مناكرة الحكيم؛ لأن كثرة المناكرة بعد البينة غي وضلالة ومكابرة وجهالة؛ لأن المنافق إذا ادعى أنه يختبر بعد الاختبار فهو بعد في العمى والجهل والإنكار، وإذا لم ينتفع بأول الخبرة لم ينتفع بآخرها؛ لأنه لا ينتفع بالحكمة مع إنكارها، وقد يلزم الحكيم إذا كان حكيماً وكان بصلاح الأمة عليماً، أن لا يشتغل بمخاصمة هذا ومثله، ولا يلتفت بعد البيان إلى من كان من شكله؛ لأنه قد بان له أنه لا يريد الانتفاع بكلامه فكيف يجوز للحكيم أن يشتغل بهذا السفيه وخصامه، وما كان غير نافع من الكلام فهو سخط لذي الجلال والإكرام، وهل ينبغي للحكيم أن يضيع ساعة من عمره في غير طاعة الله وذكره.

[النهي عن الجدال والمخاصمة]

  واعلم أن الله ø قد نزه أولياءه عن العبث والجدال، والمخاصمة لأهل الباطل والمحال، بعد بيان الحق من المقال، والفرق بين الهدى والضلال.

  واعلم يا أخي أن حديث أكثر هذه الأمة خبث ونفاق وعبث فلا تشغل قلبك بهم، واعرض عنهم ولا تكافئهم على فعلهم فالله يحكم بيننا وبينهم وإنما الناس ثلاثة:

  [١] مطيع لله مؤتمر بأمره قد صحت لك طاعته بعد خبره.

  [٢] وعاص لله معاند مكابر للحق جاحد.

  [٣] أو مجهول لا يعلم بصحة إرادته ولا يطلع أحد على حقيقته.

  فأما من كان مطيعاً الله سبحانه فيجب موالاته ونصرته وتقريبه ومودته.