مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

الوقفة الأولى: حول الأقوال المنسوبة إليه

صفحة 32 - الجزء 1

  الروايات الكاذبة عليَّ ما لم أقل ولم أفعل، فربما يسمع بذلك أولياء الله فيصدقون والعهد قريب».⁣(⁣١)

  وكأنه بهذه العبارة يقرأ المستقبل، ويحذّر من مغبة التقول عليه بالزور والبهتان.

  لذلك فمن الواجب على الباحث الحصيف، أن يكون متجرداً في بحثه، منصفاً في وصفه، غير متأثر بالنزوات النفسية، والنزغات الشيطانية، وهنا يجب علينا أن نقف مع هذا الإمام المظلوم وقفة منصفة، وقفة عدل وإنصاف، لا وقفة حقد واعتساف، ولا وقفة مغالاة وإسراف.

الوقفة الأولى: حول الأقوال المنسوبة إليه

  وأما ما نسب إليه من أقوال وما حكي عنه من كذا إشكال، فهي دعاوي باطلة، وتهم عاطلة، خالية من البيان، مفتقرة إلى البرهان:

  والدَّعاوي مالم تُقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياءُ

  بل وجد من كلامه ما ينقضها، ومن مقاله ما يكشف زيفها، وعلى سبيل المثال:

أ - شبهة ادعائه الوحي

  ذكر المؤرخ المطرفي مسلم اللحجي المتوفى سنة (٥٤٥ هـ): أن الحسين ادعى الوحي، ورجعت إلى بعض كلام الإمام الحسين العياني، وإذا به ينكر


(١) مختصر الأحكام (خ).