مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[دواء القلوب]

صفحة 431 - الجزء 1

[دواء القلوب]

  ولم أر شيئاً أجلى للقلوب من العدل والتوحيد، ومعرفة الوعد والوعيد، وتلاوة القرآن، وكثرة الدعاء إلى الرحمن، فمن أراد أن ينجو عند الله من العذاب، ويُسدد في طرق⁣(⁣١) الصواب، فيتحرز من الكبر والإعجاب، ويحتسب نفسه أذل من التراب، فإن الله ø نهى عن التكبر لما فيه من أصناف العيوب، لأنه أحد متالف القلوب.

  [وكيف يتكبر من هو ضعيف رَذِل، منقوص في جميع الأحوال نذل]⁣(⁣٢)

  وكيف يعجب بنفس تزول عن قليل محاسنها، ويكثر وشيكاً عوائلها وحزنها، مع ما يستره⁣(⁣٣) دائماً من عيوبه، (وتحمله على مُقارنه وقرينه)⁣(⁣٤) إلا أن يكون قد أعجب بنفسه لكثرة عمله، فهو يعلم أن حقوق الله أكثر من فعله، وأن عمله لا يقوم بنعمة من نعم مولاه، ولا بشربة ماء مما سقاه، ولا بشفاء مرضه مما شفاه، ولا بعافية ساعة مما عافاه.

  وأيضاً فإن الإنسان كثير الذنوب، قبيح الفعل كثير العيوب، [وإن كان يعجب بشبابه فكيف يعجب بشباب يصير إلى الهرم، إن سلم أحد اليومين من الموت والسقم، والمصير إلى التفرق والعدم]⁣(⁣٥)


(١) في (ج): إلى طريق.

(٢) ما بين المعكوفين زيادة من (ج).

(٣) في (ج): ما يستر.

(٤) في (ج): ويحمله على مقارنه وقريبه.

(٥) ما بين المعكوفين زيادة من (ج).