[باب نفي صفات الأجسام على الله تعالى]
[باب نفي صفات الأجسام على الله تعالى]
  قال #: اعلم أن الله سبحانه ليس بداخل في الأشياء، ولا خارج كخروج الاشياء، ولا بينه وبين خلقه مكان، ولا هو في مكان، ولا هو فوق الأشياء، ولا هو تحت الأشياء ولا يحيط بالعالم كإحاطة الإناء بالماء وغيره من الأشياء.
  وإنما معنى قول الموحدين انه فوق الأشياء: أنه قاهر غير مقهور، وغالب غير مغلوب، وذلك قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[الأنعام: ١٨].
  ومعنى قولهم: إنه في كل مكان، يريدون بذلك أنه مدبر في كل الأماكن، عالم فليس يخلو جميع الخلق من علمه وتدبيره، وذلك قوله سبحانه: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة ٧].
  ومعنى قولهم: إنه محيط بخلقه يريدون بذلك أنه خبير بهم، عالم بجميع أسبابهم، وذلك قوله سبحانه: {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا}[الجن: ٢٨].
  وأن بصره ø هو سمعه، وسمعه بصره، وبصره وسمعه فهما علمه.