مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب تفسير الحلم والرحمة

صفحة 392 - الجزء 1

باب تفسير الحلم والرحمة

  قال الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~:

  إن سأل سائل مسترشد، أو قال قائل متعنت ملحد: أخبروني ما الحلم في ذاته وما حقيقة صفاته؟

  قيل له ولا قوة إلا باللّه: الحلم يخرج على وجهين: فوجه هو الإمهال والإنظار، ووجه هو العقل والإصطبار، تعالى عن ذلك الواحد القهار.

  فأما حلم الله: فهو إنظاره للمذنبين وعفوه عن المسيئين، وتكريره الرسل إلى الكافرين، ليكون ذلك أكمل لحجته، وأعظم لفضله ونعمته، والحلم فهو من الصفات المحدثات، وليس هو من صفات الذات؛ لأنه لو كان لم يزل حليماً، لوجب أن يكون المذنب الذي حلم عنه قديماً.

  وأما الحلم الثاني: الذي هو العقل فهو من صفات المحدثين، وما يتعالي عنه رب العالمين، وإنما سمي الحليم حليماً إذا حلم عند غضبه، ومعنى قولهم حلم أي لزم نفسه وكظم، ولزم النفس عند الغضب، فلا يكون إلا بالعقل الذي هو الحلم والفضل، وإنما سمي بالعقل عقلاً لعقله وإيثاقه وإمساكه عن